تخريب يشعل الخليج

جريدة الرياض
20-05-2019

اشتد قرع طبول الحرب في الخليج العربي، بعد تحرك البارجات الأميركية وحاملات الطائرات، المدججة بالأسلحة والجنود إلى منطقة الحقيقة، التي يراد لها أن تظهر للتمييز بين قوة أميركا العظمى وعزمها على إفشال جهود إيران المستمرة في نشر الفوضى والدمار، وتهديداتها ونشر صواريخها الباليستية، وطغيان تحركات حرسها الجمهوري الإرهابي، وتجييش الميليشيات المسلحة، المدفوع لها من مقدرات الشعب الإيراني، لتحقيق أمنية الخميني والمرشد الأعلى بتصدير الثورة.

وفي المياه الاقتصادية القريبة من سواحل إمارة الفجيرة، يحدث تخريب متعمد لسفينتين سعوديتين وثالثة إماراتية ورابعة نرويجية. وبسرعة واقتدار يسيطر الأمن الإماراتي، ويعلن عدم وجود أضرار بشرية، أو تسربات للمواد الضارة بمياه الخليج، مع استمرار العمل في ميناء الفجيرة المحوري.

وأدانت المملكة والإمارات والبحرين والكويت ومجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن واليمن وجامعة الدول العربية وبعض الدول الأجنبية الحادث الخطير، مطالبة بالتحرك الدولي لوضع حد للأعمال الإجرامية التي يقصد من ورائها استهداف الملاحة البحرية.

إيران بدورها أدانت ما حدث، واتهمت دولة ثالثة لم تسمها بمحاولة زعزعة استقرار المنطقة، وهي تلمح غالبا إلى إسرائيل.

وقد أظهر التحقيق المبدئي، الذي شاركت فيه كل من الإمارات العربية والولايات المتحدة الأميركية، أن المخربين قد استخدموا المتفجرات لإحداث فتحات في جوانب السفن تراوحت مساحاتها بين 5 و10 أقدام، كما صرح مسؤول أميركي بأن إيران أو إحدى أذرعها متورطة في عملية التخريب.

الخليج العربي رغم صغره وضحالة مياه ممراته، إلا أنه يعتبر من أهم الممرات المائية عالميا، كون الدول المطلة عليه منتجة للبترول، ومن خلاله يتم نقل البترول والمنتجات التجارية مرورا بمضيق هرمز لكل دول العالم، ما يجعل تهديده يعصف بالاقتصاد العالمي.

إيران عودتنا بمحاولاتها الدائمة لزعزعة أمن الخليج، والعربدة بزوارقها الإرهابية، التي تظهر كلما اشتد طوق العقوبات العالمية حول عنقها، أو عندما تحلم بفرض سيطرتها على التجارة في مياه الخليج لتكون الشرطي، وقابض الضرائب.

الرئيس الأميركي ترمب عود العالم بتنفيذ ما يقول، وقد قال إنه سيلغي الاتفاقية النووية الهشة مع إيران، وفعل، وإنه سيؤدب حكومتها، ويحرمها من مجرد الحلم بتنفيذ شرورها في المنطقة، وزرع ميليشياتها، واستعراض صواريخها، والتهديد بقرب امتلاكها للسلاح النووي، وأظنه سيفعل.

العالم الأوروبي أثبت أنه متخاذل مع إيران تبعا لما بينهم وبينها من صفقات تجارية، وروسيا والصين تعاندان توجهات الرئيس ترمب، غير أننا في يومنا هذا أمام الحقيقة التي بعدها تزول الأوهام المركبة المتداخلة في فكر القادة الإيرانيين، وعندها ستختفي مشروعاتها للسيطرة الوهمية، وسيعود الاستقرار إلى هذا الخليج الذي ابتلي بالشر الإيراني المتفاقم بالأطماع الفارسية للسيطرة، مثلما ابتلي بدويلة خليجية تدفع جميع ممتلكات شعبها، وتحارب إعلاميا بالأصوات المرتزقة لبقاء وتعاظم مثلها الأعلى بالشرور.