القارئ عبدالله بن زايد

14-03-2019
يوسف أبو لوز

توسيع خريطة ثقافة القراءة في الإمارات فعل مدني حيوي بامتياز يقوده في الدولة شخصيات رفيعة المستوى وتحمل مسؤوليات قيادية وإدارية تحتاج إلى المزيد من الوقت والجهد، ومع ذلك، تأتي القراءة على رأس برامج هؤلاء المسؤولين الذين يكرّسون تقاليد حضارية يُنظر إليها بكل احترام.

سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي مثال يستحق التقدير والاحترام، ويستحق أيضاً أن يكون سموه قدوة ونموذجاً طيباً وهو يعمل على تمكين القارئ العربي والإماراتي من بناء علاقة يومية مع الكتاب من خلال اختيارات أدبية تتصل بشكل خاص بالرواية العربية.. الإبداع المقروء على نطاق واسع على مستوى العالم، واختيارات سموّه تؤشر أيضاً على ذوق أدبي رفيع يؤشر بدوره على حسّ نقدي يوجّه سموه إلى القراءة.

مبادرة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان باتجاه التشجيع على القراءة، واستقطاب قرّاء للرواية أو غيرها من عناوين وإصدارات هي مبادرة مسؤول دولة رفيع المستوى مثقف أولاً، وثانياً يسهم من جانبه في تحويل شهر القراءة في الإمارات إلى سلوك دائم لا ينحصر في شهر ولا في عشرية للقراءة بل هو سلوك ثقافي في الدرجة الأولى تنتج عنه عادات وأخلاقيات تتحول مع الزمن إلى سياق وقيمة معرفية حضارية.

القراءة أو ثقافة القراءة في الإمارات ليست مجرّد مناسبة شهرية أو سنوية أو عشرية، بل القراءة هي نظام ومنهج وتكوين اجتماعي وتربوي ونفسي، والقراءة أيضاً ليست فقط تدبيراً ثقافياً تقوم به المؤسسات والدوائر الحكومية وغير الحكومية في الدولة في وقت محدد، بل وإلى جانب كل ذلك.. القراءة في الإمارات هي هاجس المسؤولين ومبادراتهم الاجتماعية الحيوية، وكلّه يصب، مرة ثانية، في توسيع خريطة ثقافة القراءة والأمثلة المشرّفة والعزيزة على مجتمع الإمارات كثيرة: الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي نائب رئيس الاتحاد الدولي للناشرين رئيس ومؤسس جمعية الإمارات للناشرين، والشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس دائرة البلدية والتخطيط في عجمان، ونورة الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، وزكي أنور نسيبه وزير دولة.. وغيرهم من مسؤولين وشخصيات لها مكانها ومكانتها المرموقة في العمل الحكومي والدبلوماسي والإداري.

إذاً، هنا نتحدث عن فئة مجتمعية قيادية تشارك فعلياً في تنشيط مبادرة شهر القراءة السنوي وعشريتها (2026) في الإمارات، وبكلمة ثانية، المؤسسات الثقافية الإماراتية المتخصصة ليست وحدها العاملة من أجل زمن قرائي استثنائي في الإمارات، والمثقفون والكتّاب والأدباء والإعلاميون هم الآخرون ليسوا وحدهم في هذا المشروع الثقافي الحضاري في الدولة.. بل رجالات الدولة وأعلامها هم أيضاً في قلب هذا الفعل الحضاري النبيل: القراءة.

yabolouz@gmail.com