«قصتي».. سيرة قائد

13-01-2019
مريم البلوشي

كتابة السيرة تجربة جميلة، لكنها ليست بالسهولة التي يتخيلها المرء في البداية فهي تحتاج للكثير من التمرس والقراءة في سير الآخرين لمعرفة كيفية توظيف تجربة، محطات مهمة وتفاصيل دقيقة مهمة وأخرى لا تورد في الكتابة لقلة الفائدة أو لأنها يمكن أن تكون غير مهمة؛ فالقارئ قد يمل بسرعة من مجرد سرد لأحداث، فكاتب السيرة متمرس في فن مهم، يعرف كيف يترجم بنضج أكبر المواقف والتجارب لدروس تعلم غيره، تنير قلبه وبصيرته، تعطيه في كل صفحة من تلكم السطور المتخمة بالتفاصيل خلاصة الحياة، فيستفيد ويمعن بحكمة راويها، يتضح في كتب السيرة الكثير من النضج وإدراك فكري كبير في جميع المراحل المكتوبة. أدب السيرة جميل ومشوق لمن يعرف أدواته ويروض تجاربه بشكل واقعي يلامس القارئ ولا يركز فقط عليه بأنانية، يجب أن يشعر القارئ أنك تخاطبه وتخرجه من الكثير من المطبات والعقبات التي مرت أو قد تمر به.
اليوم نحن نبدأ عام 2019 بكتاب هو من أجمل هدايا هذا العام، كتاب «قصتي» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والذي قال عنه: إنها تجربة غير مكتملة، تواضع منه وهو الذي تفرد بالتميز، 50 قصة تفردت بها حنايا هذا الكتاب الذي لن يكون فقط محط أنظار العرب بل العالم أجمل، فقصصه حكم ودروس كلنا على يقين أنها ملهمة، في فكره، حياته، وكل ما مر به، كيف كانت أدق المواقف في حياته مؤثرة، فكره الذي بنى دبي وقاد به دولة الإمارات لصفوف الريادة في كل مجال، في تجربة سموه نحن لا نتكلم عن كاتب عادي بل قائد استثنائي وظَّف الكلم والقلم ليعلم كل الأجيال أن النجاح يصنع بالتعب، المواصلة، الاستمرارية، التجدد والتفاني، الحب وكل الحب بما نقوم به والثقة بما نقوم به ولمن، كان سموه ولا يزال أكبر تجربة واقعية مشاهدة وملموسة، بصماته في الدولة في كل مكان، لا يزال الوالد القائد الذي لا ينام إلا قليلاً، يريد لشعبه السعادة، ولكل من يقيم على هذه الأرض، دونما استثناء، أن يكون بخير، في أمن وأمان، لتكون أرض الوطن وطناً حقيقياً لكل الجنسيات، قبل 50 عاماً استلم مهام أول وظيفة ولا يزال موظفاً حكومياً مسؤولاً عن الكثير، ونحن نتعلم من مدرسته.
كتابه اليوم تجربة مختلفة في أدب السيرة، ولا يمكن إلا أن نقول إن الدروس فيه وقبل قراءته ستكون كبيرة بحجم التعب وبحجم الإنجازات، لا يمكن اختصار الكثير لكنها 50 قصة ستعطي الكثير من الدروس والمفاهيم الحقيقية في الحياة، والأهم ما كان خلف الكواليس التي جعلت منه استثنائياً. لا ننكر، نحن ككتَّاب، يهمنا أن نتعلم من كتاب سموه وأن نخوض يوماً تجربة مشابهة في نقل شيء ما ربما يخدم وطننا، شكراً سموك على هذه التجربة، منك نتعلم.

Mar_alblooshi@homail.com