المناسبات الرسمية هل نستثمرها سياحيا؟!

13-04-2018

تقام في اغلب دول العالم الكثير من الفعاليات والمؤتمرات والندوات والورش في أهم مناطقها السياحية لتنشيط هذه المواقع وتعريف الزوار سواء من داخل الوطن أو غيره بمكنونات وتنوع وجمال الطبيعة لهذه الدول، وهي فكرة جميلة جدا ربما ما زالت غائبة عن أذهاننا حيث لا نجد ذكرا لأي فعالية رسمية مهمة تقام في مواقعنا السياحية مثل جزيرة فرسان أو ينبع أو حقل أو على (بحيرة الجوف) وغيرها من مدن جميلة في السعودية.

أنا ألقى باللوم في البداية على هيئة السياحة التي يفترض أن تبادر بتنظيم ورش عمل لمنسوبي الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمسؤولين عن تنظيم المعارض والمؤتمرات، بضرورة عمل مثل تلك الفعاليات في المواقع السياحية الموجودة في السعودية وتنشيط هذه الأماكن فالجميع يجهل الكثير من مكنوناتنا الساحرة، وهي أفضل طريقة لتدعيم السياحة المحلية.

على مستوى الدورات الداخلية التي تنظمها الجهات الحكومية لمنسوبيها في الرياض أو جدة أو الشرقية لم نسمع أن هناك دورات أقيمت في أملج او أبحر أو جازان أو نجران أو الباحة أو الخبر أو جزر فرسان وغيرها برغم ان أعداد الحاصلين على هذه الدورات سنويا يتجاوز في تقديري المائة وخمسين ألف مواطن، ولنا أن نتخيل سنويا هذا العدد ممن يحصلون على دورات في هذه المواقع وتأثيرهم الكبير على الخارطة السياحية حاليا ومستقبلا. هذا فيما يتعلق بالدورات فقط، فما بالك ببقية الفعاليات والمؤتمرات التي تعتبر أكبر تسويق عالمي لمواقعنا السياحية.

من المنتديات المهمة التي تقام في موقع جميل حاليا منتدى بواو الآسيوي في الصين في إقليم هاينان الذي يمتاز بجمال طبيعته ويسمى (هاواي الشرق) هذا المنتدى الذي يجتمع فيه كبار المسؤولين الاقتصاديين لمناقشة مستقبل القارة، ويطلق عليه في بعض الأحيان (دافوس آسيوي) وسيكشف عن آفاق جديدة للإصلاح والانفتاح الصيني المتوافق مع الاتجاه العالمي نحو التنمية والتعاون والسلام وتفسير الحقبة الجديدة للتنمية الصينية، ووضع اقتراحات جديدة للمستقبل ودعم التقدم الجديد لعلاقات الشراكة وضخ زخم جديد لتنمية منتدى بواو الآسيوي، ومن المتوقع ان يجتمع ما يزيد على 2000 مشارك من العالم وان يقدموا نصائح بشأن التعاون والتنمية والرخاء ما يدعم الموقع كوجهة سياحية عالمية مستقبلا.

ونتذكر سابقا في هذا التوجه القمم العربية التي تعقد في مصر كانت تقام في شرم الشيخ ما سلط عليها الأضواء بشكل كبير كمعلم سياحي عالمي.

القمة العربية في السعودية تعقد بعد غد في الظهران لأول مرة وهو توجه جميل يدعم سياحتنا ويؤكد ما تزخر به المملكة من تنوع جميل في الطبيعة والتضاريس والمناخ، وستتجه الأنظار لهذه المدينة ما يعزز فرص نجاحها وحضورها كوجهة محلية قادمة.

من الضروري أن نفكر بشكل كبير في عقد أغلب مناسباتنا الرسمية في مدننا الساحرة وإبراز مكنوناتنا الجميلة وتدعيم سياحتنا الداخلية.