واجهاتنا البحرية واستهتار المتنزهين

12-04-2018

سواء كنت في الخبر أم الدمام أم أي مدينة أخرى، فإنك حتمًا، ستستمتع بواجهات بحرية، من النادر ان تراها في زياراتك الخارجية. كلام لا مجاملة فيه للأمانة أو بلدياتها. فقد نالوا من نقدي الشيء الكثير. وعندما أقارن ما لدينا من واجهات بحرية تمتد لمئات الكيلو مترات، مع ما نراه في مختلف دول العالم، أجدها من أفضل الواجهات البحرية. فهي مهيأة لممارسة رياضة المشي، ومسطحاتها الخضراء ممتدة على مساحات شاسعة، والعاب الأطفال موزعة في كل مكان، والمطاعم متنوعة والمواقف كافية.

هذه الواجهات تتعرض لتجاوزات كبيرة من أناس لا يفهمون غير لغة العقاب. فمخلفاتهم منتشرة في كل شبر من تلك الواجهات الجميلة، ولو كانت البلديات لم توزع صناديق القمامة على المسطحات، لوقع اللوم عليها، لكنها فعلت وضاعفت أعدادها لدرجة انني انتقدتها واعتبرتها مشوهة لتلك الواجهات.

بعض المواطنين والمقيمين، يتصرفون بغباء ولا مبالاة. فهم لا يراعون مَن سيأتي من بعدهم، ولا يهمهم ما تقدمه الأمانة من خدمات، ولا ما تصرفه الدولة من ميزانيات على هذه المشروعات.

زرت في الصيف الماضي أحد الشواطئ الاسترالية، وكنت أستيقظ مبكرًا لأمشي على الشاطئ، وأندهش كم هو نظيف رغم آلاف المتنزهين ممن شاهدتهم في الليلة السابقة، وهم يمارسون اللعب وشي اللحوم وممارسة بعض الألعاب.

في مقابل ذلك، تفجعني مناظر واجهاتنا البحرية، خاصة في الصباح الباكر لأيام الخميس والجمعة والسبت من كل أسبوع. فالمكان يعج بمأكولات مرمية على المسطحات الخضراء، مع بقايا العلب، ومناديل الورق، والفحم المحترق. كل ذلك بالرغم من قرب صناديق القمامة منهم.

هؤلاء جهلة ومستهترون. ولا حل لتجاوزاتهم ووقفهم عند حدهم، إلا بمعاقبتهم وإرغامهم على دفع أجور العمالة التي ستنظف من بعدهم، أو بإلزامهم بتنظيف مساحة كافية من تلك المسطحات أمام أعين أبنائهم، وهذا لن يكون فعّالًا، دون دعم أقسام الأمن في البلديات وتعاون الجهات الأمنية معهم، لتحرير المخالفات وتطبيق العقوبات.

ولكم تحياتي.