لغز النصر المحير

18-02-2018

بين الماضي والحاضر وربما المستقبل متغيرات طرأت على واقع النصر، لكنها لم ترتقِ من حيث النتيجة إلى طموح جمهوره بدليل حضوره الفني الباهت الذي لا يليق بما يحمله من قيمة التاريخ، تلك القيمة التي تفرد بها فارس نجد كواحد من كبار الكرة السعودية ببطولاته وبنجومه وبريادة كانت الأساس الذي ضاعف من شعبيته محلياً، وحتى عربياً، فالفريق الذي نتعايش معه اليوم وفي هذه المرحلة بالتحديد لا يختلف عن الفرق المتوسطة التي تسعى لأن يصبح لها مركز دافئ لا مركز يحصد المنجز ويبحث عن أخيه. كانت الهزيمة من الباطن ثقيلة لكنها في إطار تأكيد التحولات السلبية في النصر إدارياً وفنياً تبدو لي ولأي نصراوي منطقية، ذلك أن الفريق يحتاج لغربلة شاملة ولعناصر تمتلك من ثبات الحماس وليس المزاجية ما يكفل للفارس النهوض من سبات الاخفاقات المتوالية والوصول به إلى عمق المنافسة بالعمل وبالالتفاف وبنوعية من المحترفين الأجانب يختلفون عما نراهم في هذه المرحلة، ويكون لهم الدور والتأثير في صناعة الفارق وهذه بالطبع مسؤولية إدارته التي يجب أن تمنح المؤهلين في تحديد الأولويات الفنية فرصتهم بالبحث عن اللاعب النجم وليس لاعب المزاجية والبرود. مشكلة النصر لا يمكن أن تحل لمجرد أن القرار استهدف إدارة أو مدرباً، فهذه الطريقة أثبتت فشلها طيلة الأعوام الماضية، فالنصر يبدو من أكثر الأندية السعودية تغييراً للإداريين والمدربين واللاعبين الأجانب، وطالما أن تلك الطريقة لم تسهم في صناعة المفيد للنصر وجماهيره فمن الضرورة كل الضرورة أن تسارع إدارته الجديدة برئاسة سلمان المالك في بلورة هذه الإخفاقات المتتالية في بوتقة عمل مختلف يؤسس أولاً على معرفة مكامن الخلل ومن ثم الإسراع في معالجتها بالطرق الاحترافية المنتجة لا كما رأيناه سابقاً مجرد تغيير للتغيير فقط. يهمنا كرياضيين استعادة "فارس نجد" لقوته المعهودة التي تدوم وتستمر لأن في ذلك ما يضاعف من حجم المنافسات المحلية ويرسم خارطة التشويق في نزالاتها، ولأننا نتمنى هذه العودة عاجلاً وليس آجلاً فالقرار يبقى للقائمين عليه، إن هم أرادوا شمس العالمي تشرق مجدداً فلابد من توفير العربون لذلك بصفقات عليها القيمة وباستقطابات محلية متميزة يكون شعارها "حرارة الحماس لا برود الانهزامية". أما عن تجربة اللاعب السعودي في إسبانيا، فمهما جاءت نتائجها إلا أنها بكل تأكيد تجربة بل نقلة جيدة نحتاج إليها وتحتاج إليها رياضتنا.

البعض يحكم بفشلها هكذا لمجرد أن يخالف تيار العقلاء وهذا البعض للأسف معضلة، والسبب أنهم يحكمون ولا يتريثون؛ فالمهم لديهم أن يستمرون في السير على خط "خالف تعرف" وسلامتكم.