هدى هزيم - سرطان الثدي في البحرين (1)

30-10-2016

الناس

كان لي لقاء مع الدكتور عبدالرحمن فخرو، استشاري جراحة عامة وأمراض الثدي، رئيس جمعية البحرين لمكافحة السرطان، حول انتشار مرض سرطان الثدي وصعوبات التغلب على المرض أو تقليل نسب الإصابة، وحتى نطرح المشكلة بموضوعية وشفافية، سأتناوله عبر مقالات متتابعة لتسليط الضوء على المشكلة والحلول والتحديات.
أوضح “فخرو” أهمية رصد الحالات بشكل شامل، الإحصائيات تنقصها الشمولية والدقة، لعدة أسباب، منها عدم إلزام المستشفيات الحكومية والخاصة بتطبيق قرار وزارة الصحة الصادر عام 1992، بالإبلاغ عن حالات السرطان المكتشفة لديها لتوثيقها في مركز السرطان الوطني، حيث يلزم القرار ملء استمارة رسمية متعلقة بالحالات السرطانية، لكنه لا يطبق في معظم الحالات لعدم توافر ما يحمي الالتزام.
وناشد “فخرو” الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية باتخاذ الإجراءات المنظمة والحازمة لتسجيل الحالات المكتشفة في جميع المستشفيات.
هناك خلل آخر يعيق الدقة في الحصر، حيث يتم تسجيل الحالات من دائرة علم الأنسجة للأمراض (Histopathology Department) بمستشفى السلمانية، وترسل إلى مركز السجل الوطني، وهذه الدائرة تعتمد على تشخيص المرض من سجل العينات السرطانية المرسلة للتشخيص، وهنا لا يتم التأكد من الحالات هل هي جديدة لأول مرة أو حالات استرجاع لمرضى تم الإبلاغ عنهم مسبقاً؟ فالدائرة غير مسؤولة عن تمحيص السيرة المرضية للحالات، وإنما تصنيف المرض إذا كان حميداً أو خبيثاً!
وأكد “فخرو” أن قسم الأورام بالسلمانية وبقية الأقسام المعنية بعلاج السرطان لا تقوم في معظم الأحيان بملء الاستمارات الخاصة بالمرض وإرسالها لمكتب السجل السرطاني لحصر وتوثيق كل الحالات سواء المعالجة في البحرين أو في الخارج. وبحسب الإحصائيات فإن حالات الإصابة في تزايد كبير بالبحرين ودول الخليج.
وهنا نرى أهمية الحملات التوعوية لاكتشاف الحالات مبكراً، وهو ما نفذته الحملة الوطنية في عام 2005 واستمرت إلى 2012، واتبعت الحملة آلية سريعة ودقيقة للكشف والتشخيص، حيث تظهر نتائج الأشعة خلال أسبوع وفي حال الشك في صورة الأشعة يعاد الفحص وترسل المصابة إلى عيادة الجراحة للعلاج، واكتشفت 188 إصابة من عينة عددها (24880).
المشكلة تكمن في قلة الخبرة لدى بعض أطباء الأشعة، وذلك يترتب عليه عدم الدقة في النتائج، وسألته عن كيفية التأكد من سلامة الفحص والتشخيص، فأجاب بأن على كل سيدة أن تأخذ نتائج الأشعة ليقرأها أكثر من طبيب متخصص للاطمئنان، وإذا كان هناك شك تعمل اختبار الأشعة فوق الصوتية، ويعاد الفحص كل سنتين لمن أعمارهن فوق الأربعين، مع أهمية الوعي بالفحص الذاتي أو بالمركز الصحي.
نناشد أصحاب القرار معالجة مواقع الخلل في تسجيل الحالات وتنظيمها بقوانين صارمة، ومتابعة الأطباء لتجنب حدوث أخطاء في التشخيص.