د. طارق آل شيخان - تعدد الرؤساء والساسانية لا تزال (2)

27-10-2016

ما وراء الحقيقة

قلنا سابقا إن هناك فريقين تفاوتت نظرتهما حول مستقبل إيران والعلاقة الخليجية الإيرانية، ففريق كان متفائلا بقدرة من يسمون أنفسهم “الإصلاحيين” الذين يمثلهم روحاني، على تغيير السياسة الإيرانية نحو الإيجابية، وتطوير علاقتها مع جيرانها الخليجيين والعرب، أما الفريق الثاني فكان متشائما من قدرة روحاني على إحداث تغيير بالسياسة الإيرانية وفلسفة الكره للعرب ومحاولة تدميرهم واحتلال أراضيهم.
أما كاتب هذه السطور فيميل إلى أن النظام التكفيري الدكتاتوري الذي يقوده ما يسمى بالمرشد، لن يتغير ولن تتبدل سياسته، لأن فوز روحاني لن يغير هذه العقيدة الساسانية التي تتحكم بالنظام في إيران، من أن تستمر بحياكة مؤامراتها العرقية والطائفية لضرب المذهب المحمدي الموحد لله من شيعة وسنة وبقية الفرق الإسلامية، ففوز روحاني كان بمثابة تبديل ثياب ساسانية بثياب ساسانية أخرى، ولكن بلون آخر، من أجل خداع الخليجيين والعرب والغرب بأن هناك تغييرا بسياسة إيران. وفوز روحاني يأتي كمحاولة ممن يسمى بالمرشد، لكي يأتينا بثوب إصلاحي معتدل، بعد أن مرغ السنة والشيعة العرب أنفه بالتراب، وبعد أن أذاقه العرب من دروز وعلويين وسنة وشيعة ومسيحيين، الذل والهوان والخذلان في العراق وسوريا واليمن ولبنان، ومنعوه من نشر عقيدته الساسانية بمصر وبلاد المغرب.  إن فوز روحاني مسرحية مكشوفة لنا نحن العرب، ولكن مع الأسف لم تكن مكشوفة للشعب الإيراني الشقيق، هذه المسرحية بكل بساطة هي كالتالي: اجتمع قادة الثورة الساسانية مع كسرى طهران وقالوا له نحن ساقطون في العراق ولبنان وسوريا واليمن، ونحن ساقطون اقتصاديا، ونحن ساقطون سياسيا، ونحن ساقطون مذهبيا، والانتخابات على الأبواب. قرروا استغلال هذه الانتخابات لتوصيل رسالة بأن نجاد والمحافظين سبب سوء علاقة إيران بالخليج والعرب والغرب. ثالثا إن روحاني الإصلاحي هو من سيصلح هذه العلاقة لأنه إصلاحي ومعتدل، فقام الساسانيون بإزاحة رفسنجاني بالقوة، من أجل أن تتحد الأصوات الرافضة للمحافظين كلها خلف روحاني. وبالمقابل تم الزج بثلاثة محافظين من أجل تشتيت الأصوات الإيرانية المؤمنة بالمحافظين، وحتى لا يحصل أي منهم على أغلبية الأصوات.