علي العيناتي - ملامح مونديال روسيا

17-10-2016

نبض العالم

* التصفيات الأوروبية
على الرغم من ان دور التصفيات لقارة اوروبا والمؤهل لنهائيات كأس العالم في روسيا 2018 لا يشكل هاجساً حقيقياً لأغلب المنتخبات الكبيرة بسبب تواضع اغلب المنتخبات في جّل المجموعات تقريباً وضمان المنتخبات الكبيرة التأهل للمحفل المونديالي بشكل كبير جداً، بيد ان البعض منها لم تظهر بمستوى يليق بها على الاقل في الجولات الاولى.
فإيطاليا التي تواجه منافسة شرسة مع اسبانيا لتصدر المجموعة والتأهل مباشرةً لمونديال روسيا، لم تقدم المستوى المأمول والمرضي لها حتى الآن في الثلاث جولات الماضية رغم انها تتخلف عن اسبانيا متصدرة المجموعة بفارق الاهداف فحسب، وربما تكون القيادة الفنية الجديدة للآزوري قد لعبت دوراً كبيراً في تقديم بطلة العالم اربع مرات لهذه المستويات الباهتة نسبياً، فالمدرب العجوز فينتورا لا يمتلك الخبرة الكافية في التدريب على النطاق الرفيع ولا يمتلك الخبرة اللازمة في التعامل مع فريق لديه العديد من اللاعبين البارزين، وبالتالي سيحتاج للوقت الكثير لكي يدرك إمكانات فريقه الحقيقة وعندئذٍ قد تظهر ملامح ايطاليا المرجوة.
وكما هي التأثيرات السلبية المصاحبة لتعيين مدرب جديد لإيطاليا، يعيش المنتخب الاسباني على نفس الوقع تقريباً، فقد استلم مؤخراً المدرب الاسباني لوبيجيتي قيادة الماتادور، وهو مدرب مغمور نوعاً ما قياساً بالتاريخ الذي كان يملكه آنفيه، ديل بوسكي واراغونيس صانع الثورة الاسبانية، وكما هو حال فينتورا مع ايطاليا، يجد لوبيجيتي بعض الصعوبات في التعامل مع وفرة النجوم المتاحة له وهو ما سبب بعض الصعوبات لإسبانيا في مباراتيها الاخيرتين امام ايطاليا والبانيا.
في حين ان المنتخب الالماني ورغم تحقيقه لبعض النتائج اللافتة لم يصل بعد للمثالية الكاملة ويحتاج مدربه لوف للكثير من العمل حتى يعيد شخصية المانيا عندما تُوجت بآخر القاب كأس العالم في البرازيل، بينما قد يعاني المنتخب الانجليزي قليلاً لعدم استقرار الجهاز الفني للمنتخب بعد ان تمت إقالة المدرب سام آلاردايس لأسباب اخلاقية ومالية الى ان يحين موعد تعيين المدرب الجديد للأسود الثلاثة.
يبقى المنتخب الفرنسي هو الاكثر جهوزية من بين جميع المنتخبات الاوروبية الكبيرة ولكنه قد يجد بعض الصعوبات لخطف البطاقة المباشرة المؤهلة لمونديال روسيا؛ بسبب حدّة المنافسة مع المنتخبين الهولندي والسويدي تحديداً.
عموماً، كل المتابعين يتمنون ألا تحدث في هذه التصفيات أي مفاجآت مدوّية قد تقضي على أو تقلص آمال المنتخبات الكبيرة في التأهل لكأس العالم حتى تزيد حدة الإثارة وتزداد المتعة عندما يحين موعد العرس المونديالي المقبل.. فكأس العالم بلا ايطاليا واسبانيا وألمانيا وانجلترا وفرنسا وبقية الكبار، لا طعم له!

* تصفيات أميركا الجنوبية
على ما يبدو ان المنتخب البرازيلي وجد ضالته عند المدرب الجديد للمنتخب تيتي الذي خلف المدرب دونغا في يونيو الماضي، فمنذ زمنٍ ليس بالقصير - قياساً بالتاريخ والعراقة - ينجح راقصو السامبا في تحقيق ثلاثة انتصارات متتالية في جميع البطولات والتصفيات التي لعبتها البرازيل منذ كأس العالم التي استضافتها بالعام 2014، واصبحت البرازيل بقيادة تيتي تلعب كرة جميلة وتسجل الاهداف الكثيرة، اي انه اعاد شيئاً من عهد البرازيل الدائم وبدأ في وضع اللبنات الاولى لاسترجاع الهيبة التي سُلبت من السليساو!
اما المنتخب الارجنتيني فلا يزال يلعب بلا هوية واضحة وبدى عاجزاً عن تحقيقات الانتصارات بسهولة، فمن غير المقبول ان منتخباً يضم ترسانة من ابرز نجوم اللعبة يحقق فوزاً واحداً فقط في آخر اربع مباريات وامام اقل المنتخبات قوةً، ولعل البداية القوية للتانغو في التصفيات ساهمت في ابقاء الارجنتين على مقربة من منتخبات الصدارة والا لكانت تعاني الآن بسبب ضياع النقاط السهلة في الجولات الاخيرة، فمنتخبات بيرو وفنزويلا هما الحلقة الاضعف مع بوليفيا، وضياع النقاط امام هذه المنتخبات قد يدخل الارجنتين في دوامة الحسابات المعقدة للتأهل مع قرب الجولات الاخيرة من التصفيات!
العلامة الفارقة في تصفيات اميركا الجنوبية هي الاوروغواي التي تتصدر التصفيات بكل جدارة واستحقاق وهذا ما لم يحدث منذ زمن طويل، بينما علامات الاستفهام تظهر بوضوح على نتائج المنتخب التشيلي الفائز بآخر لقبين للكوبا اميركا، فتشيلي تترنح في المراتب المتأخرة وان لم تتدارك الوضع سريعاً لن تتأهل لكأس العالم.

* تصفيات آسيا
في المجموعة الاولى يبدو ان بطاقتيّ التأهل المباشر ستكون من نصيب المنتخبين الايراني والكوري الجنوبي، فكلاهما يتفوق بشكل كبير على اقرب المنافسين اوزباكستان وسوريا، في الوقت الذي انتهت آمال الصين وقطر في التأهل مع كل الاسف على حال العنابي.
بينما تبقى الامور مفتوحة على مصراعيها في المجموعة الثانية، فمصير المتأهلين من المجموعة سيتأرجح بين اثنين من هؤلاء الاربعة، استراليا، السعودية، الامارات واليابان.
من الصعب جداً ترجيح كفة منتخب على الآخر في سباق التنافس على التأهل، بيد ان كل الآمال العربية والخليجية ستكون قائمة في ان تنجح السعودية والامارات في خطف هاتين البطاقتين او على الاقل واحدةً منهما حتى نضمن التواجد العربي في روسيا.. كلنا على ثقة بالاخضر السعودي والابيض الاماراتي.