أسامة الماجد - ما قاله سمو رئيس الوزراء عام 1996 نراه اليوم

03-10-2016

سوالف

بينما كنت أرتب مكتبتي وقعت يداي على لقاء صحافي أجرته جريدة الوطن الكويتية ونشرته الزميلة الأيام في 30 نوفمبر عام 1996 مع سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه. اطلعت على تفاصيل اللقاء ووجدت فيه قراءة للحاضر وصورة متكاملة للأخطار التي تهدد الكيان الخليجي ووحدة الصف والمصير. يقول سموه في جزء من اللقاء: (المنطقة تمر بأخطار كثيرة ومهمة تستهدف وحدتها وأمنها واستقرارها.. إذا لم نتعلم مما مر علينا في السنوات الأخيرة فهذا أمر خطير، علينا تفعيل آلية التعاون والتلاقي الذي تأسسنا عليها.. كلنا في نفس القارب ومصيرنا واحد وأهدافنا واحدة وبالتالي يجب ان نعرف كيف نمازج فيما بين مصالحنا وأهدافنا خصوصا أن الظروف مهيأة لنا أكثر من غيرنا من الدول التي تحاول خلق تكتل إقليمي، فوشائج الدم والتاريخ والتقاليد قوية فيما بين أبناء الخليج).
ما ذكره سموه حفظه الله قبل 20 سنة هو الواقع الذي نتعامل معه اليوم، فهناك من يريد إحداث ثغرة في صفوف أبناء دول الخليج بوسائل وطرق مختلفة ويسعى الى خلق الانقسامات والصراعات على المدى القصير والطويل. يريدون ان تكون منطقة الخليج مشتعلة بالحروب، وبعضهم للأسف يستخدم التسهيلات التي تمنحها دول الخليج لإلحاق الضرر بها وإحداث انقلابات وفوضى في المنطقة. الأوراق التي كشف عنها سموه حفظه الله في عام 1996 أي في الماضي هي نفسها أوراق الحاضر، فالأخطار التي تحيط بنا كثيرة وسياسة “فرق تسد” مازالت قائمة والتمزق الداخلي هو الهدف الرئيس الذي يركضون وراءه، وإذا لم نستوعب الدروس والعبر والمتغيرات الكثيرة والعديدة التي حصلت في مختلف اطراف العالم ستكون أوضاعنا غير مستقرة أو كما يقال ستكون النيران مشتعلة بجوار برميل البارود.
لذلك نحن بحاجة اليوم إلى الاتحاد الخليجي فلدينا اقتناع حازم وحقيقي وموضوعي بأننا مستهدفون وإذا لم نتحد سيستمر العدو بتسديد الضربات المتتالية لدول الخليج. لقد تخطينا المرحلة الأولى وهي مرحلة التعاون ومرحلتنا التالية هي الاتحاد بشكل كامل، فعدونا الرئيسي مكشوف ونراه بوضوح والاعتقاد بأننا سنكون بعيدين عن مرماه “كل دولة على حدة” خطأ كبير والعدو يراه مناسبا لتحقيق مؤامراته.
سمو رئيس الوزراء أعطانا تحليلا قبل 20 سنة لما سوف يحدث اليوم وهذا يتطلب منا استراتيجية عمل موحدة وضرورة الإسراع في إعلان الاتحاد لأنه الطريق الوحيد لأمننا واستقرارنا.