علي العيناتي - الحذر قبل الندم!!

23-09-2016

نبض العالم

* خيبة المانيو
جماهير مانشستر يونايتد تفاءلت كثيراً، وعلقت آمالها على المدرب البرتغالي الجديد جوزيه مورينيو ليعيد شيئا من ذكريات فيرغسون الجميلة الماضية، وأن يستطيع بحنكته ودهائه أن يمحو الآثار التي ترسبت بعد رحيل فان غال، بيد أن درجة التفاؤل لدى عشاق ومحبي الشياطين الحمر قد تراجعت كثيراً، وبدت وكأنها مازالت تعيش تحت جلباب الراحل فان غال بعد أن مني المانيو بثلاث هزائم متتالية في ظرف أسبوع واحد فقط!
“النورمال وان” يتحمل وحده مسؤولية هذه الهزائم المتوالية؛ بسبب تخبطاته الكثيرة في اختياراته ومجمل قراءاته الضعيفة للفرق التي خسر أمامها بسهولة، فترنح أمام سيتي غارديولا وذاق الأمرَّين أمام فينورد هولندا، وانفضح تكتيكه أمام واتفورد ماتزاري، فمن غير المعقول أن مدرب بقيمة مورينيو نفسها يقع بمثل هذه الأخطاء الفنية والتكتيكية البدائية، ويعجز عن إظهار أفضل ما يملكه لاعبوه ولاسيما النجوم منهم، فها هو أغلى لاعب في العالم بوغبا يلعب بلا هوية، ووجوده بالملعب شكلياً فقط دون أن يكون له أي تأثير في صناعة وتسجيل الأهداف، وحفظ توازن الفريق مما عرضه لوابل من انتقادات الوسائل الإعلامية، والسبب في ذلك يعود لعدم قدرة مورينيو على توظيفه بما يتناسب مع إمكاناته وقدراته العالية.
المعضلة الكبرى التي سيواجها مورينيو في إثبات حضوره هذا الموسم هي المنافسة الحامية التي ستكون حاضرة وبقوة على صعيد الدوري المحلي تحديداً، فكما هو متوقع أن يكون البريميرليغ هذا العام هو الأقوى على الإطلاق مقارنةً بالسنوات الخمس الأخيرة على الأقل، وإذا ما استمر مورينيو في تخبطاته ولم يصحح مساره سريعاً، فمن المؤكد أنه سيقود فريقه للهاوية، وقد يجد نفسه بعيداً عن سباق التنافس حتى على المركز الرابع والأخير المؤدي لدوري الأبطال في الموسم المقبل!
الوقت مازال طويلاً أمام مورينيو؛ لكي يصحح أوضاع الفريق، ويقوده باقتدار، ويصدق التوقعات التي راهنت على نجاحه مع المانيو، لكن عليه أولاً أن يكون مقتنعاً بعدم جدوى بدأ المباريات بروني الذي كان عائقاً رئيساً في إظهار خط الوسط بهذه الهشاشة؛ بسبب قيامه بلعب دور صانع اللعب، وهو الذي لا يجيده، ويجب على مورينيو أن يمنح الحرية لبوغبا، وعدم تقييده بالواجبات الدفاعية، فلا أعتقد أن مورينيو مقتنعاً ببوغبا ديشامب المقيد!
يجب على مورينيو الحذر كثيراً، فهو سيكون أمام مفترق طرق في الجولات القادمة، إما أن يتمكن من العودة للمسار الصحيح سريعاً أو قد يتوه أكثر في طريق الضياع، وبعدها لن ينفع الندم “النورمال وان” عليه أن يتدارك أخطاءه سريعاً، وألا يطول ذلك عن الجولات الخمس القادمة ولا أكثر من ذلك!


* تخبط اليغري
كما هو حال مورينيو في التخطبات الفنية، تحمل المدرب الإيطالي ماسيمليانو اليغري مسؤولية خسارة فريقه يوفنتوس أمام الإنتر في قمة مباريات الكالتشيو في الجولة قبل الماضية؛ بسبب عشوائيته في اختياره للتشكيلة التي بدأت المباراة، ناهيك عن تخبطه في الخطط الفنية والتكتيكية التي طالب بها لاعبيه في اللقاء، فظهر اليوفي متواضعاً جداً وقدم واحدة من اسوأ مستوياته على الاطلاق منذ عودته لواجهة البطولات في 2011.
لا أعلم سبب إصرار اليغري على اللعب بالخطة العقيمة (3-5-2)، وهو الذي يمتلك كوكبة من النجوم القادرين على تقديم الإبداع داخل الملعب، فالأسماء المتوافرة لأليغري يحلم بها أي مدرب في العالم، ومع ذلك يقف عاجزاً عن استثمارها بما ينبغي، (3-5-2) لا يجب أن تكون خطة أساسية للفريق يخوض بها كل المباريات، بل يجب أن تكون خطة ثانوية يتم اللجوء لها في بعض المباريات الخاصة، فهذه الخطة قد تفيد في حال خاض اليوفي لقاءً صعباً أمام فريق يفوقه في القدرات مثل مواجهة برشلونة أو بايرن ميونيخ، عندها قد تكون مجدية؛ لأن المواجهات الصعبة تحتاج في المقام الأول ضمان التأمين الدفاعي أكثر من التفكير بالجانب الهجومي. أما اللعب بهذه الخطة أمام منافسين بمستوى اليوفي نفسه أو أقل منه، فهذا لن يكون منطقياً على الإطلاق!
اليغري يجب عليه استثمار قدرات لاعبيه الفنية بما يجب، وبحسب وجهة نظري المتواضعة أعتقد أن خطة (4-3-3) قد تكون الأنسب حالياً للفريق أو أي خطة أخرى تعتمد على اللعب الهجومي أكثر، فمن يضم في صفوفه ديبالا وهيغوايين وكوادرادو وبيانيتش عليه أن  يفكر بالهجوم ولا يخشى من أمامه!
يوفنتوس مهما تخبط، ومهما تعثر في الجولات القادمة، سيجد نفسه في النهاية بطلاً للدوري للمرة السادسة على التوالي، فهو مازال الفريق الأقوى في إيطاليا، بينما إنْ امتد تخبط اليغري إلى دوري الأبطال، فقد يجد نفسه مودعاً للبطولة من بابها الضيق!