فصل في نبذ من أخبار المأمون

قال نفطويه حدثنا حامد بن العباس بن الوزير قال كنا بين يدى المأمون فعطس فلم نشمته فقال لم لا تشمتوننى قلنا أجللناك يا أمير المؤمنين قال لست من الملوك التى تتجال عن الدعاء واخرج ابن عساكر عن أبي محمد اليزيدى قال كنت أؤدب المأمون فأتيته يوما وهو داخل فوجهت إليه بعض الخدم يعلمه بمكانى فأبطأ ثم وجهت إليه آخر فأبطأ فقلت إن هذا الفتى ربما تشاغل بالبطالة فقيل أجل ومع هذا إنه إذا فارقك تعرم على خدمه ولقوا منه أذى شديدا فقومه بالأدب فلما خرج أمرت بحمله فضربته سبع درر قال فإنه ليدلك عينيه من البكاء إذ قيل هذا جعفر بن يحيى قد أقبل فأخذ منه منديلا فمسح عينيه من البكاء وجمع ثيابه وقام إلى فرشه فقعد متربعا ثم قال ليدخل فدخل فقمت عن المجلس وخفت أن يشكونى إليه فأقبل عليه بوجهه وحدثه حتى أضحكه ثم خرج فجئت فقلت لقد خفت أن تشكونى إلى جعفر فقال لي يا أبا محمد ما كنت أطلع الرشيد على هذه فكيف بجعفر إنى احتاج إلى أدب وأخرج عن عبدالله بن محمد التيمى قال اراد الرشيد سفرا فأمر الناس أن يتأهبوا لذلك واعلمهم أنه خارج بعد الأسبوع فمضى الأسبوع ولم يخرج فاجتمعوا إلى المأمون فسألوه أن يستعلم ذلك ولم يكن الرشيد يعلم أن المأمون يقول الشعر فكتب إليه المأمون يا خير من دبت المطىبهومن تقدى بسرجه فرس هل غاية في المسير نعرفهاأم أمرنا في المسير ملتبس ما علم هذا إلا إلى ملكمن نوره في الظلام نقتبس إن سرت سار الرشاد متبعاوإن تقف فالرشاد محتبس فقرأها الرشيد فسر بها ووقع فيها يا بنى ما أنت والشعر إنما الشعر ارفع حالات الدنى وأقل حالات السرى تقدى أى استمر واخرج عن الأصمعى قال كان نقش خاتم المأمون عبدالله ابن عبدالله واخرج عن محمد بن عبدالله قال لم يحفظ القرآن أحد من الخلفاء إلا عثمان بن عفان والمأمون قلت وقد رددت هذا الحصر فيما تقدم واخرج عن ابن عيينة قال جمع المأمون العلماء وجلس للناس فجاءت امرأة فقالت يا أمير المؤمنين مات أخى وخلف ستمائة دينار أعطونى دينارا وقالوا هذا نصيبك قال فحسب المأمون ثم كسر الفريضة ثم قال لها هذا نصيبك فقال له العلماء فقال هذا الرجل خلف ابنتين قالت نعم قال فلهن الثلثان أربعمائة كيف علمت يا أمير المؤمنين وخلف والدة فلها السدس مائة وخلف زوجة فلها الثمن خمسة وسبعون وبالله ألك اثنا عشر أخا قالت نعم قال أصابهم ديناران ديناران وأصابك دينار وأخرج عن محمد بن حفص الأنماطى قال تغدينا مع المأمون في يوم عيد فوضع على مائدته أكثر من ثلثمائة لون قال فكلما وضع لون نظر المأمون إليه فقال هذا نافع لكذا ضار لكذا فمن كان منكم صاحب بلغم فليجتنب هذا ومن كان منكم صاحب صفراء فليأكل من هذا ومن غلبت عليه السوداء فلا يعرض لهذا ومنقصد قلة الغذاء فليقتصر على هذا فقال له يحيى بن أكثم يا أمير المؤمنين إن خضنا في الطب كنت جالينوس في معرفته أو في النجوم كنت هرمس في حسابه أو في الفقه كنت على بن أبي طالب رضى الله عنه في علمه أو ذكر السخاء كنت حاتم طيىء في صفته أو صدق الحديث كنت أبا ذر في لهجته أو الكرم فأنت كعب بن أمامة في فعاله أو الوفاء فأنت السموأل بن عاديا في وفائه فسر بهذا الكلام وقال إن الإنسان إنما فضل بعقله ولولا ذلك لم يكن لحم أطيب من لحم ولا دم أطيب من دم وأخرج عن يحيى بن أكثم قال ما رأيت أكمل من المأمون بت عنده ليلى فانتبه فقال يا يحيى انظر إيش عند رجلى فنظرت فلم أر شيئا فقال شمعة فتبادر الفراشون فقال انظروا فنظروا فإذا تحت فراشه حية بطوله فقتلوها فقلت قد انضاف إلى كمال أمير المؤمنين علم الغيب فقال معاذالله ولكن هتف في هاتف الساعة وأنا نائم فقال يا راقد الليل انتبهإن الخطوب لها سرى ثقة الفتى بزمانهثقة محللة العرى فانتبهت فعلمت أن قد حدث أمر إما قريب وإما بعيد فتألمت ما قرب فكان ما رأيت وأخرج عن عمارة بن عقيل قال قال لى ابن أبي حفصة الشاعر أعلمت أن المأمون لا يبصر الشعر فقلت من ذا يكون أفرس منه والله إنا للنشد أول البيت فيسبق إلى آخره من غير أن يكون سمعه قال إنى أنشدته بيتا أجدت فيه لم أراه تحرك له وهو هذا أضحى إمام الهدى المأمون مشتغلابالدين والناس في الدنيا مشاغيل فقلت له ما زدت على أن جعلته عجوزا في محرابها في يدها سبحة فمن يقوم بأمر الدنيا إذا كان مشغولا عنها وهو المطوق لها ألا قلت كما قال عمك في الوليد فلا هو في الدنيا يضيع نصيبهولا عرض الدنيا عن الدين شاغله قال ابن عساكر أخبرنا أبو العز بن كادش حدثنا محمد بن الحسن حدثنا المعافى بن زكريا حدثنا محمد بن محمود بن ابي الأزهر الخزاعى حدثنا الزبير بن بكار حدثنى النضر بن شميل قال دخلت على المأمون بمرو وعلى أطمار فقال لي يا نضر أتدخل على أمير المؤمنين في مثل هذه الثياب فقلت يا أمير المؤمنين إن حر مرو لا يدفع إلا بمثل هذه الأخلاق قال لا ولكنك تتقشف فتجارينا الحديث فقال المأمون حدثنى هشيم بن بشير عن مجالد عن الشعبي عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تزوج الرجل المرأة لدينها وجمالها كان فيه سداد من عوز قلت صدق قول أمير المؤمنين عن هشيم حدثنى عوف الأعرابي عن الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا تزوج الرجل المرأة لدينها وجمالها كان فيه سداد بالكسر من عوز وكان المأمون متكئا فاستوى جالسا وقال السداد لحن يا نضر قلت نعم ههنا وإنما لحن هشيم وكان لحانا فقال ما الفرق بينهما قلت السداد بالفتح القصد في السبيل والسداد بالكسر البلغة وكل ما سددت به شيئا فهو سداد قال أفتعرف العرب ذلك قلت نعم هذا العرجى من ولد عثمان بن عفان يقول أضاعونى واى فتى أضاعواليوم كريهه وسداد ثغر فأطرق المأمون مليا ثم قال قبح الله من لا أدب له ثم قال أنشدنى يا نضر أخلب بيت للعرب قلت قول ابن بيض في الحكم بن مروان تقول لى العيون هاجعة أقيم علينا يوما فلم أقم أى الوجوه انتجعت قلت لها لأى وجه إلا إلى الحكم متى يقل حاجبا سرادقههذا ابن بيض بالباب يبتسم قد كنت أسلمت فيك مقتبلاهيهات ادخل فأعطنى سلمى أسلمت أسلفت مقتبلا آخذ قبيلا أى كفيلا قال أنشدنى أنصف بيت قالته العرب قلت قول ابن أبى عروبة المدينى إنى وإن كان ابن عمى عاتبالمزاحم من خلفه وورائه ومفيده نصرى وإن كان أمرامتزحزحا في أرضه وسمائه وأكون والى سره وأصونه حتى يحن إلى وقت أدائه وإذا الحوادث أجحفت بسوامه قرنت صحيحتنا إلى جربائه وإذا دعا باسمى ليركب مركباصعبا قعدت له على سيسائه وإذا ارتدى ثوبا جميلا لم أقل يا ليت أن على حسن ردائه قال أنشدنى وإذا أتى من وجهه لم أطلع فيما وراء خبائه أقنع بيت للعرب فأنشدته قول ابن عبدل إنى امرؤ لم أزل وذاك من الله أديبا أعلم الأدبا اقيم بالدار ما اطمأن بي الداروإن كنت نازحا طربا لا أحتوى خلة الصديق ولا أتبع نفسي شيئا إذا ذهبا أطلب ما يطلب الكريم من الرزق بنفسي وأجمل الطلبا إنى رأيت الفتى الكريم إذا رغبته في صنيعه رغبا والعبد لا يطلب العلاء ولا يعطيك شيئا إلا إذا رهبا مثل الحمار الموقع السوء لايحسن شيئا إلا إذا ضربا ولم أجد عروة العلائق إلا الدينلما اختبرت والحسبا وقد يرزق الخافض المقيم وما شد بعيس رحلا ولا قتبا ويحرم الرزق ذو المطية والرحلومن لا يزال مغتربا قال أحسنت يا نضر وأخذ القرطاس فكتب شيئا لا أدرى ما هو ثم قال كيف تقول افعل من التراب قلت أترب قال ومن الطين قلت طن قال فالكتاب ماذا قلت مترب مطين قال هذه أحسن من الأولى فكتب لى بخمسين ألف درهم ثم أمر الخادم أن يوصلنى إلى الفضل بن سهل فمضيت معه فلما قرأ الكتاب قال يا نضر لحنت أمير المؤمنين قلت كلا ولكن هشيم لحانه فتبع أمير المؤمنين لفظه فأمر لى من عنده بثلاثين ألفا فخرجت إلى منزلى بثمانين ألفا وأخرج الخطيب عن محمد بن زياد الأعرابي قال بعث إلى المأمون فصرت إليه وهو في بستان يمشى مع يحيى بن أكثم فرأيتهما موليين فجلست فلما أقبلا قمت فسلمت عليه بالخلافة فسمعته يقول ليحيى يا أبا محمد ما أحسن أدبه رآنا موليين فجلس ثم رآنا مقبلين فقام ثم رد على السلام فقال اخبرنى عن قول هند بنت عتبة نحن بنات طارق نمشى على النمارقمشى قطا الهمارق من طارق هذا فنظرت في نسبها فلم أجده فقلت يا أمير المؤمنين ما أعرفه في نسبها فقال إنما أرادت النجم وانتسبت إليه لحسنها من قول الله تعالى والسماء والطارق فقلت فأيده أمير المؤمنين فقال أنا بؤبؤ هذا الأمر وابن بؤبؤه ثم رمى إلى بعنبرة كان يقلبها في يده بعتها بخمسة آلاف درهم واخرج عن أبي عبادة قال كان المأمون أحد ملوك الأرض وكان يجب له هذا الاسم على الحقيقة واخرج عن ابن أبى دؤاد قال دخل رجل من الخوارج على المأمون فقال له المأمون ما حملك على خلافنا قال آية في كتاب الله قال وما هي قال قوله تعالى ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون قال ألك علم بأنها منزلة قال نعم قال وما دليلك قال إجماع الأمة قال فكما رضيت بإجماعهم في التنزيل فارض باجماعهم في التأويل قال صدقت السلام عليك يا أمير المؤمنين وأخرج ابن عساكر عن محمد بن منصور قال قال المأمون من علامة الشريف أن يظلم من فوقه ويظلمه من هو دونه وأخرج عن سعيد بن مسلم قال قال المأمون لوددت أن أهل الجرائم عرفوا رأيى في العفو ليذهب عنهم الخوف ويخلص السرور إلى قلوبهم وأخرج عن إبراهيم بن سعيد الجوهرى قال وقف رجل بين يدى المأمون قد جنى جناية فقال له والله لأقتلنك فقال يا أمير المؤمنين تأن على فإن الرفق نصف العفو قال وكيف وقد حلفت لأقتلنك فقال لأن تلقى الله حانثا خير من أن تلقاه قاتلا فخلى سبيله وأخرج الخطيب عن أبي الصلت عبدالسلام بن صالح قال بت عندالمأمون ليلة فنام القيم الذى الذى كان يصلح السراج فقام المأمون وأصلحه وسمعته يقول ربما اكون في المتوضأ فيشتمنى الخدام ويفترون على ولا يدرون أنة أسمع فأعفو عنهم وأخرج الصولى عن عبدالله بن البواب قال كان المأمون يحلم حتى يغيظنا وجلس مرة يستاك على دجلة من وراء ستر ونحن قيام بين يديه فمر ملاح وهو يقول أتظنون أن هذا المأمون ينبل في عينى وقد قتل أخاه قال فوالله ما زاد على أن تبسم وقال لنا ما الحيلة عندكم حتى أنبل في عين هذا الرجل الجليل وأخرج الخطيب عن يحيى بن اكثم قال ما رأيت أكرم من المأمون بت عنده ليلة فأخذه السعال فرأيته يسد فاه بكم قميصه حتى لا أنتبه وكان يقول أول العدل أن يعدل الرجل في بطانته ثم الذين يلونهم حتى يبلغ إلى الطبقة السفلى وأخرج ابن عساكر عن يحيى بن خالد البرمكى قال قال لى المأمون يا يحيى اغتنم قضاء حوائج الناس فإن الفلك أدور والدهر أجور من أن يترك لأحد حالا أو يبقى لأحد نعمة وأخرج عن عبدالله بن محمد الزهرى قال قال المأمون غلبة الحجة احب إلى من غلبة القدرة لأن غلبةالقدرة تزول بزوالها وغلبة الحجة لا يزيلها شىء واخرج عن العتبي قال سمعت المأمون يقول من لم يحمدك على حسن النية لم يشكر على جميل الفعل وأخرج عن أبي العالية قال سمعت المأمون يقول ما أقبح اللجاجة بالسلطان وأقبح من ذلك الضجر من القضاة قبل التفهم وأقبح منه سخافة الفقهاء بالدين وأقبح منه البخل بالأغنياء والمزاح بالشيوخ والكسل بالشباب والجبن بالمقاتل وأخرج عن على بن عبدالرحيم المروزى قال قال المأمون أظلم الناس لنفسه من يتقرب إلى من يبعده ويتواضع لمن لا يكرمه ويقبل مدح من لا يعرفه وأخرج عن مخارق قال أنشدت المأمون قول أبي العتاهية وإنى لمحتاج إلى ظل صاحبيروق ويصفو إن كدرت عليه فقال لى اعد فأعدت سبع مرات فقال لى يا مخارق خذ منى الخلافة وأعطنى هذا الصاحب وأخرج عن هدبة بن خالد قال حضرت غداء المأمون فلما رفعت المائدة جعلت ألتقط ما في الأرض فنظر إلى المأمون فقال أما شبعت قلت بلى ولكن حدثنى حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول من أكل ما تحت مائدة أمن من الفقر فأمر لى بألف دينار وأخرج عن الحسن بن عبدوس الصفار قال لما تزوج المأمون بوران بنت الحسن بن سهل اهدى الناس إلى الحسن فأهدى له رجل فقير مزودين في احدهما ملح وفي الآخر أشنان وكتب إليه جعلت فداك خفة البضاعة قصرت ببعد الهمة وكرهت أن تطوى صحيفة أهل البر ولا ذكر لى فيها فوجهت إليك بالمبتدإبه ليمنه وبركته وبالمختوم به لطيبه ونظافته فأخذ الحسن المزودين ودخل بهما على المأمون فاستحسن ذلك وأمر بهما ففرغا وملئا دنانير وأخرج الصولى عن محمد بن القاسم قال سمعت المأمون يقول أنا والله ألذ العفو حتى أخاف أن لا أوجر عليه ولو علم الناس مقدار محبتى للعفو لتقربوا إلى بالذنوب واخرج الخطيب عن المنصور البرمكى قال للرشيد جارية وكان المأمون يهواها فبينما هى تصب على الرشيد من إبريق معها والمأمون خلفه إذ أشار إليها بقبلة فزجرته بحاجبها وأبطأت عن الصب فنظر إليها هارون الرشيد فقال ما هذا فتلكأت عليه فقال إن لم تخبرينى لأقتلنك فقالت أشار إلى عبدالله بقبلة فالتفت إليه وإذا هو قد نزل به من الحياء والرعب ما رحمه منه فاعتنقه وقال أتحبها قال نعم قال قم فادخل بها في تلك القبة فقام فلما خرج قال له قل في هذا شعرا فقال ظبى كنيت بطرفىعن الضمير إليه قبلته من بعيدفاعتل من شفتيه ورد أحسن ردبالكسر من حاجبيه فما برحت مكانىحتى قدرت عليه وأخرج ابن عساكر عن أبي خليفة الفضل بن الحباب قال سمعت بعض النخاسين يقول عرضت على المأمون جارية شاعرة فصيحة متأدبة شطرنجية فساومته في ثمنها بألفى دينار فقال المأمون إن هى أجازت بيتا أقوله ببيت من عندها اشتريتها بما تقول وزدتك فأنشد المأمون ماذا تقولين فيمن شفه أرقمن جهد حبك حتى صار حيرانا فأجازته إذا وجدنا محبا قد أضر بهداء الصبابة أوليناه إحسانا وأخرج الصولى عن الحسين الخليع قال لما غضب على المأمون ومنعنى رزقا لى عملت قصيدة أمتدحه بها ودفعتها إلى من أوصلها إليه وأولها أجرنى فإنى قد ظمئت إلى الوعدمتى تنجز الوعد المؤكد بالعهد أعيذك من خلف الملوك وقد ترى تقطيع أنفاسى عليك من الوجد أيبخل فرد الحسن عنى بنائلقليل وقد أفردته بهوى فرد إلى أن قال رأى الله عبدالله خير عباده فملكه والله أعلم بالعبد ألا إنما المأمون للناس عصمة مفرقة بين الضلالة والرشد فقال المأمون قد أحسن إلا أنه القائل أعيناى جودا وابكيالى محمدا ولا تذخرا دمعا عليه وأسعدا فلا تمت الأشياء بعد محمدولا زال شمل الملك فيه مبددا ولا فرح المأمون بالملك بعدهولا زال في الدنيا طريدا مشردا فهذا بذاك ولا شىء له عندنا فقال له الحاجب فأين عادة أمير المؤمنين في العفو فقال أما هذا فنعم فأمر له بجائزة ورد رزقه عليه وأخرج عن علية عن حماد بن إسحاق قال قدم المأمون بغداد جلس للمظالم كل يوم احد إلى الظهر وأخرج عن محمد بن العباس قال كان المأمون يحب لعب الشطرنج شديدا ويقول هذا يشحذ الذهن واقترح فيها أشياء وكان يقول لا أسمعن أحدا يقول تعال حتى نلعب ولكن يقول نتداول أو نتناقل ولم يكن حاذقا بها وكان يقول أنا أدبر الدنيا فأتسع لذلك وأضيق عن تدبير شبرين في شبرين وأخرج عن ابن أبى سعيد قال هجا دعبل المأمون فقال إنى من القوم الذين سيوفهم قتلت أخاك وشرفتك بمقعد شادوا بذكرك بعد طول خمولهواستنقذوك من الحضيض الأوهد فلما سمع المأمون لم يزد على أن قال ما أقل حياء دعبل متى كنت خاملا وقد نشأت في حجر الخلفاء ولم يعاقبه وأخرج من طرق عدة أن المأمون كان يشرب النبيذ وأخرج عن الجاحظ قال كان أصحاب المأمون يزعمون أن لون وجهه وجسده لون واحد سوى ساقيه فإنهما صفراوان كأنهما طليتا بالزعفران وأخرج عن أسحاق الموصلى قال قال المأمون ألذ الغناء ما طرب له السامع خطأ كان أو صوابا وأخرج عن على بن الحسين قال كان محمد بن حامد واقفا على رأس المأمون وهو يشرب فاندفعت عريب فغنت بشعر النابغة الجعدى كحاشية البرد اليمانى المسهم فأنكر المأمون أن لا تكون ابتدأت بشىء فأمسك القوم فقال نفيت من الرشيد لئن لم أصدق عن هذا لأقررن بالضرب الوجيع عليه ثم لأعاقبن عليه أشد العقوبة ولئن صدقت لأبلغن الصادق أمله فقال محمد ابن حامد أنا يا سيدى أومأت إليها بقبلة فقال الآن جاء الحق صدقت أتحب أن أزوجك بها قال نعم فقال المأمون الحمد الله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين لقد زوجت محمد بن حامد عريب مولاتى ومهرتها عنه أربعمائة درهم وعلى بركة الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم خذ بيدها فقامت معه فصار المعتصم إلى الدهليز فقال له الدلالة قال لك ذاك قال دلالتى أن تغنينى الليلة فلم تزل تغنيه إلى السحر وابن حامد على الباب ثم خرجت فأخذت بيده ومضت عليه وأخرج عن ابن أبي داؤد قال اهدى ملك الروم إلى المأمون هدية فيها مائتا رطل مسك ومائتا جلد سمور فقال أضعفوها له ليعلم عز الإسلام وأخرج عن إبراهيم بن الحسن قال قال المدائنى للمأمون إن معاوية قال بنو هاشم أسود واحداء ونحن أكثر سيدا فقال المأمون إنه قد أقر وادعى فهو في ادعائه خصم وفي إقراره مخصوم وأخرج عن أبي أمامة قال حدثنى بعض أصحابنا أن أحمد بن أبى خالد قرأ القصص يوما على المأمون فقال فلان الثريدى وهو اليزيدى فضحك المأمون وقال يا غلام هات الطعام لأبى عباس فإنه أصبح جائعا فاستحيى وقال ما أنا بجائع ولكن صاحب القصة احمق نقط الياء بنقط الثاء فقال على ذلك فجاءه بطعام فأكل حتى انتهى ثم عاد فمر في قصة فلان الحمصى فقال الخبيصى فضحك المأمون وقال يا غلام جامة فيها خبيص فقال إن صاحب القصة كان أحمق فتح الميم فصارت كأنها سنتان فضحك وقال لولا حمقهما لبقيت جائعا وأخرج عن أبى عباد قال ما أظن الله خلق نفسا هى أنبل من نفس المأمون ولا أكرم وكان قد عرف شره أحمد بن أبى خالد فكان إذا وجهه في حاجة غداه قبل أن يرسله ورفع إليه في قصة إن رأى أمير المؤمنين أن يجرى على ابن أبى خالد نزلا فإنه يعين الظالم بأكله فأجرى عليه المأمون ألف درهم كل يوم لمائدته وكان مع هذا يشره إلى طعام الناس فقال دعبل الشاعر شكرنا الخليفة إجراءهعلى ابن أبى خالد نزله فكف أذاه عن المسلمين وصير في بيته شغله وأخرج عن ابن أبي داؤد قال سمعت المأمون يقول لرجل إنما هو غدر أو يمن قد وهبتهما لك ولا تزال تسىء وأحسن وتذنب وأغفر حتى يكون العفو هو الذى يصلحك واخرج عن الجاحظ قال قال ثمامة بن أشرس ما رأيت رجلا أبلغ من جعفر بن يحيى البرمكى والمأمون وأخرج السلفى في الطيوريات عن حفص المداينى قال أتى المأمون بأسود قد ادعى النبوة وقال أنا موسى بن عمران فقال له المأمون إن موسى بن عمران أخرج يده من جيبه بيضاء فأخرج يدك بيضاء حتى أومن بك فقال الأسود إنما جعل ذلك لموسى لما قال له فرعون أنا ربكم الأعلى فقل أنت كما قال فرعون حتى أخرج يدي بيضاء وإلا لم تبيض وأخرج أيضا أن المأمون قال ما انفتق على فتق إلا وجدت سببه جور العمال وأخرج ابن عساكر عن يحيى بن أكثم قال كان المأمون يجلس للمناظرة في الفقه يوم الثلاثاء فجاء رجل عليه ثياب قد شمرها ونعله في يده فوقف على طرف البساط وقال السلام عليكم فرد عليه المأمون فقال أخبرنى عن هذا المجلس الذى أنت فيه جلسته باجتماع الأمة أم بالمغالبة والقهر قال لا بهذا ولا بهذا بل كان يتولى أمر المسلمين من عقد لى ولأخى فلما صار الأمر إلى علمت أنة محتاج إلى اجتماع كلمة المسلمين في المشرق والمغرب على الرضا بى رأيت أنى متى خليت الأمر اضطرب حبل الإسلام ومرج أمرهم وتنازعوا وبطل الجهاد والحج وانقطعت السبل فقمت حياطة للمسلمين إلى أن يجمعوا على رجل يرضون به فأسلم إليه الأمر فمتى اتفقوا على رجل خرجت له من الأمر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وذهب وأخرج عن محمد بن المنذر الكندى قال حج الرشيد فدخل الكوفة فطلب المحدثين فلم يتخلف إلا عبدالله بن إدريس وعيسى بن يونس فبعث إليهما الأمين والمأمون فحدثهما ابن ادريس بمائة حديث فقال المأمون يا عم أتأذنى لى أن أعيدها من حفظى قال نعم افعل فأعادها فعجب من حفظه وقال بعضهم استخرج المأمون كتب الفلاسفة واليونان من جزيرة قبرس هكذا ذكره الذهبي مختصرا وقال الفاكهى أول من كسا الكعبة الديباج الأبيض المأمون واستمر ذلك بعده إلى أيام الخليفة الناصر إلا أن محمود بن سبكتين كساها في خلال هذه المدة ديباجا أصفر ومن كلام المأمون لا نزهة ألذ من النظر في عقول الرجال وقال أعيت الحيلة في الأمر إذا أقبل أن يدبر وإذا أدبر أن يقبل وقال أحسن المجالس ما نظر فيه إلى الناس وقال الناس ثلاثة فمنهم مثل الغذاء لا بد منه على كل حال ومنهم كالدواء يحتاج إليه في حال المرض ومنهم كالداء مكروه على كل حال وقال ما أعيانى جواب أحد مثل ما أعيانى جواب رجل من أهل الكوفة قدمه اهلها فشكا عاملهم فقلت كذبت بل هو رجل عادل فقال صدق أمير المؤمنين وكذبت أنا قد خصصتنا به في هذه البلدة دون باقى البلاد خذه واستعمله على بلد آخر يشملهم من عدله وإنصافه مثل الذي شملنا فقلت قم في غير حفظ الله عزلته عنكم ومن شعر المأمون لسانى كتوم لأسراركم ودمعى نموم لسرى مذيع فلولا دموعى كتمت الهوىولولا الهوى لم يكن لى دموع وله في الشطرنج ارض مربعة حمراء من أدم ما بين إلفين معروفين بالكرم تذاكر الحرب فاحتلالها حيلامن غير أن يأثما فيها بسفك دم هذا يغير على هذا وذاك على هذا يغير وعين الحزم لم تنم فانظر إلى فطن جالت بمعرفة في عسكرين بلا طبل ولا علم واخرج الصولى عن محمد بن عمرو قال دخل أصرم بن حميد على المأمون وعنده المعتصم فقال يا أصرم صفنى وأخى ولا تفضل واحدا منا على صاحبه فأنشد بعد قليل رأيت سفينة تجرى ببحرإلى بحرين دونهما البحور إلى ملكين ضوؤهما جميعاسواء حاردونهما البصير كلا الملكين يشبه ذاك هذاوذا هذا وذاك وذا أمير فإن يك ذا وذاك هذا فلى فى ذا وذاك معا سرور رواق المجد ممدود على ذاوهذا وجهه بدر منير ذكر أحاديث من رواية المأمون قال البهيقى سمعت الإمام أبا عبدالله الحاكم قال سمعت أبا أحمد الصيرفى وسمعت جعفر بن ابى عثمان الطيالسي يقول صليت العصر في الرصافة خلف المأمون في المقصورة يوم عرفة فلما سلم كبر الناس فرأيت المأمون خلف الدرابزين وهو يقول لا يا غوغاء لا يا غوغاء غداسنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم فلما كان يوم الأضحى حضرت إلى الصلاة فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا حدثنا هشيم بن بشير وحدثنا ابن شبرمة عن الشعبى عن البراء بن عازب عن أبى بردة بن دينار قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من ذبح قبل أن يصلى فإنما هو لحم قدمه ومن ذبح بعد أن يصلى فقد أصاب السنة الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا اللهم أصلحنى واستصلحنى وأصلح على يدى قال الحاكم هذا حديث لم نكتبه إلا عن أبي أحمد وهو عندنا ثقة مأمون ولم يزل في القلب منه شىء حتى ذاكرت به ابا الحسن الدارقطنى فقال هذه الرواية عندنا صحيحة عن جعفر فقلت هل من متابع فيه لشيخنا أبي أحمد فقال نعم ثم قال حدثنى الوزير أبو الفضل جعفر بن الفرات حدثنى أبو الحسين محمد بن عبدالرحمن الروز باذى حدثنا محمد بن عبدالملك التاريخى قال الدارقطنى وما فيهم إلا ثقة مأمون حدثنا جعفر الطيالسي حدثنا يحيى بن معين قال سمعت المأمون فذكر الخطبة والحديث وقال الصولى حدثنا جعفر الطيالسى حدثنا يحيى بن معين قال خطبنا المأمون ببغداد يوم الجمعة ووافق يوم عرفة فلما سلم كبر الناس فأنكر التكبير ثم وثب حتى أخذ بخشب المقصورة وقال يا غوغاء ما هذه التكبير في غير أيامه حدثنا هشيم عن مجالد عن الشعبي عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما زال يلبى حتى رمى جمرة العقبة والتكبير في غد ظهرا عند انقضاء التلبية إن شاء الله تعالى وقال الصولى حدثنا أبو القاسم البغوى حدثنا أحمد بن إبراهيم الموصلى قال كنا عند المأمون فقام إليه رجل فقال يا أمير المؤمنين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخلق عيال الله فأحب عباد الله إلى الله عز وجل أنفعهم لعياله فصاح المأمون وقال اسكت أنا أعلم بالحديث منك حدثنيه يوسف بن عطية الصفار عن ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الخلق عيال الله فأحب عباد الله أنفعهم لعياله أخرجه من هذا الطريق ابن عساكر وأخرجه أبو يعلى الموصلى في مسنده غيره من طرق عن يوسف بن عطية وقال الصولى حدثنا المسيح بن حاتم العكلى حدثنا عبدالجبار بن عبدالله قال سمعت المأمون يخطب فذكر في خطبته الحياء فوصفه ومدحه ثم قال حدثنا هشيم عن منصور عن الحسن عن أبى بكرة وعمران بن حصين قالا قال رسول صلى الله عليه وسلم الحياء من الإيمان والإيمان من في الجنة والبذاءة من الجفاء والجفاء في النار أخرجه ابن عساكر من طريق يحيى بن أكثم عن المأمون وقال الحاكم حدثنا الحسين بن تميم حدثنا الحسين بن فهم حدثنا يحيى بن أكثم القاضى قال قال لى المأمون يوما يا يحيى إنى أريد ان أحدث فقلت ومن أولى بهذا من أمير المؤمنين فقال ضعوا لى منبرا فصعد وحدث فأول حديث حدثنا به عن هشيم عن أبي الجهم عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء إلى النار ثم حدث بنحو من ثلاثين حديثا ثم نزل فقال لى يا يحيى كيف رأيت مجلسنا قلت أجل مجلس يا أمير المؤمنين تفقه الخاصة والعامة فقال لا وحياتك ما رأيت لكم حلاوة وإنما المجلس لأصحاب الخلقان والمحابر وقال الخطيب حدثنا أبو الحسن على بن القاسم الشاهد حدثنا أبو على الحسن بن محمد بن عثمان حدثنا الحسين بن عبيد الله الأبزارى حدثنا إبراهيم ابن سعيد الجوهرى قال لما فتح المأمون مصر قال له قائل الحمد الله يا أمير المؤمنين الذي كفاك أمر عدوك وأدان لك العراقين والشامات ومصر وأنت ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له ويحك إلا أنه بقيت لى خلة وهو أن أجلس في مجلس ويستملى يحيى فيقول لى من ذكرت رضى الله عنك قأقول حدثنا الحمادان حماد بن سلمة وحماد بن زيد قالا حدثنا ثابت البنانى عن أنس ابن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من عال ابنتين أو ثلاثا أوأختين أو ثلاثا حتى يمتن أو يموت عنهن كان معى كهاتين في الجنة وأشار بالمسبحة والوسطى قال الخطيب في هذا الخبر غلط فاحش ويشبه أن يكون المأمون رواه عن رجل عن الحمادين وذلك أن مولد المأمون سنة سبعين ومات حماد بن سلمة في سنة سبع وستين قبل مولده بثلاث سنين وأما حماد بن زيد فمات في تسع وسبعين وقال الحاكم حدثنا بن يعقوب بن إسماعيل الحافظ حدثنا محمد بن إسحاق الثقفى حدثنا محمد بن سهل بن عسكر قال وقف المأمون يوما للأذان ونحن وقوف بين يديه إذ تقدم إليه رجل غريب بيده محبرة فقال يا أمير المؤمنين صاحب حديث منقطع به فقال له المأمون إيش تحفظ في باب كذا فلم يذكر فيه شيئا فما زال المأمون يقول حدثنا هشيم وحدثنا الحجاج وحدثنا فلان حتى ذكر الباب ثم سأله عن باب ثان فلم يذكر فيه شيئا فذكره المأمون ثم نظر إلى أصحابه فقال يطلب احدهم الحديث ثلاثة أيام ثم يقول أنا من أصحاب الحديث أعطوه ثلاثة دراهم وقال ابن عساكر حدثنا محمد بن إبراهيم الغزى حدثنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن السرى التفليس وحدثنا أبو عبدالرحمن السلمى أخبرنى عبيدالله ابن محمد الزاهد العكبرى حدثنا عبدالله بن محمد بن مسيح حدثنا محمد بن المغلس حدثنا محمد بن السرى القنطرى حدثنا على بن عبدالله قال قال يحيى بن أكثم بت ليلة عند المأمون فانتبهت في جوف الليل وأنا عطشان فتقلبت فقال يا يحيى ما شأنك قلت عطشان فوثب من مرقده فجاءنى بكوز من ماء فقلت يا أمير المؤمنين ألا دعوت بخادم ألا دعوت بغلام قال لا حدثنى أبي عن أبيه عن جده عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد القوم خادمهم وقال الخطيب حدثنا الحسن بن عثمان الواعظ حدثنا جعفر بن محمد بن الحاكم الواسطى حدثنى أحمد بن الحسن الكسائى حدثنا سليمان بن الفضل النهروانى حدثنى يحيى بن أكثم فذكر نحوه إلا أنه قال حدثنى الرشيد حدثنى المهدى حدثنى المنصور عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس حدثنى حرير ابن عبدالله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيد القوم خادمهم وقال ابن عساكر حدثنا أبو الحسن على ابن أحمد حدثنا القاضى أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفى حدثنا محمد بن أحمد ابن محمد بن سليمان الغنجار حدثنا أبو أحمد على بن محمد بن عبدالله المروزى حدثنا أبو العباس عيسى بن محمد بن عيسى بن عبدالرحمن الكاتب حدثنى محمد بن قدامة بن إسماعيل صاحب النضر بن شميل حدثنا أبو حذيفة البخارى قال سمعت المأمون أمير المؤمنين يحدث عن أبيه عن جده عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مولى القوم منهم قال محمد بن قدامة فبلغ المأمون أن أبا حذيفة حدث بهذا عنه فأمر له بعشرة آلاف درهم وفي أيام المأمون أحصيت أولاد العباس فبلغوا ثلاثة وثلاثين ألفا ما بين ذكر وأنثى وذلك في سنة مائتين وفي أيامه مات من الأعلام سفيان بن عيينة والإمام الشافعى وعبدالرحمن بن مهدى ويحيى بن سعيد القطان ويونس بن بكير راوى المغازى وأبو مطيع البخلى صاحب أبي حنيفة رحمه الله ومعروف الكرخى الزاهد وإسحاق بن بشر صاحب كتاب المبتدأ وإسحاق بن الفرات قاضى مصر من أجله أصحاب مالك وأبو عمرو الشيبانى اللغوى وأشهب صاحب مالك والحسن بن زياد اللؤلؤى صاحب أبى حنيفة وحماد بن أسامة الحافظ وروح بن عبادة وزيد بن الحباب وأبو داود الطيالسى والغازى ابن قيس من أصحاب مالك وأبو سليمان الدارانى الزاهد المشهور وعلى الرضى ابن موسى الكاظم والفراء إمام العربية وقتيبة بن مهران صاحب الإمالة وقطرب النحوى والواقدى وأبو عبيدة معمر بن المثنى والنضر بن شميل والسيدة نفيسة وهشام أحد النحاة الكوفيين واليزيدى ويزيد بن هارون ويعقوب بن إسحاق الحضرمى قارىء البصرة وعبدالرزاق وأبو العتاهية الشاعر وأسد السنة وأبو عاصم النبيل والفريابى وعبدالملك بن الماجشون وعبدالله بن الحكم وأبو زيد الأنصارى صاحب العربية والأصمعى وخلائق آخرون