المنتصر بالله محمد أبو جعفر المنتصر بالله محمد

أبو جعفر وقيل أبو عبدالله بن المتوكل بن المعتصم ابن الرشيد أمه أو ولد رومية اسمها حبيشة وكان مليح الوجه أسمر أعين أقنى ربعة جسيما بطينا مليحا مهيبا وافر العقل راغبا في الخير قليل الظلم محسنا إلى العلويين وصولا لهم أزل عن آل أبى طالب ما كانوا فيه من الخوف والمحنة بمنعهم من زيارة قبر الحسين ورد على آل الحسين فدك فقال يزيد المهلبي في ذلك ولقد بررت الطالبية بعدماذموا زمانا بعدها وزمانا ورددت ألفة هاشم فرأيتهمبعد العداوة بينهم إخوانا بويع له بعد مقتل أبيه في شوال سنة سبع وأربعين ومائتين فخلع أخويه المعتز والمؤيد من ولاية العهد الذى عقده لهما المتوكل بعده وأظهر العدل والإنصاف في الرعية فمالت إليه القلوب مع شدة هيبتهم له وكان كريما حليما ومن كلامه لذة العفو أعذب من لذة التشفى وأقبح أفعال المقتدر الانتقام ولما ولى صار يسب الأتراك ويقول هؤلاء قتلة الخلفاء فعملوا عليه وهموا به فعجزوا عنه لأنه كان مهيبا شجاعا فطنا متحرزا فتحيلوا إلى أن دسوا إلى طبيبه ابن طيفور ثلاثين ألف دينار في مرضه فأشار بفصده ثم فصده بريشة مسموة فمات ويقال إن ابن طيفور نسى ذلك ومرض فأمر غلامه ففصده بتلك الريشة فمات أيضا وقيل بل سم في كمثراه وقيل مات بالخوانيق ولما احتضر قال يا أماه ذهبت منى الدنيا والآخرة عاجلت أبى فعوجلت مات في خامس ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين عن ست وعشرين سنة أو دونها فلم يمتع بالخلافة إلا أشهرا معدودة دون ستة أشهر وقيل إنه جلس في بعض الأيام للهو وقد استخرج من خزائن أبيه فرشا فأمر بفرشها في المجالس فرأى في بعض البسط دائرة فيها فارس وعليه تاج وحوله كتابة فارسية فطلب من يقرأ ذلك فأحضر رجل فنظره فقطب فقال ما هذه قال لا معنى لها فألح عليه فقال أناشيرويه بن كسرى بن هرمز قتلت أبى فلم أتمتع بالملك إلا ستة أشهر فتغير وجه المنتصر وأمر بإحراق البساط وكان منسوجا بالذهب وفي لطائف المعرف للثعالبى أعرق الخلفاء في الخلافة المنتصر فإنه هو وآباؤه الخمسة خلفاء وكذلك أخواه المعتز والمعتمد قلت أعرق منه المستعصم الذي قتله التتار فإن آباءه الثمانية خلفاء قال الثعالبى ومن العجائب أن أعرق الأكاسرة في الملك وهو شيرويه قتل أباه فلم يعش بعده إلا ستة أشهر وأعرق الخلفاء في الخلافة وهو المنتصر قتل أباه فلم يمتع بعده سوى ستة أشهر