الباب الأربعون : الذهب والفضة وألوان الحلى والجواهر وسائر ما يستخرج من المعادن مثل الرصاص والنحاس والكحل والنفط والصفر والزجاج والحديد والقار وأشباهها

أما معادن الأرض فتدل على الكنوز وعلى المال المحبوس وعلى العلم المكنوز وعلى الكسب المخزون لأنّها
ودائع الله في أرضه أودعها لعباده لمصالحهم في دنياهم ودينهم فمن وجد منها معدناً أو معدنين أو معادن مختلفة نظرت في حاله فإن كان حراثاً زراعاً بشرته عن عامه بكثرة الكسب مما تظهر في الأرض له في باطنها وأفلاذ كبدها من فوائدها وغلاتها وإن كان طالباً للعلوم بشرته بنيلها ومطالعتها والظفر بها فإن أباحها للناس في المنام وامتارها الأنام بسببه في الأحلام دل ذلك على ما يظهره من علمه بالكلام وما ينشره من السنن والأعلام فإن كان سلطانا قهر عدوه أو معروفاً بالجهاد فتح على عددها مدنا مدن الشرك وسى المسلمون منها وغنموا وإن كان كافراً بدعياً ورئيساً في الضلال داعياً كانت تلك فتناً يفتحها على الناس وبلايا ينشرها في العباد لأن الله سبحانه سمى أموالنا وأولادنا فتنة في كتابه ومعادن الأرض أموال صامتة مرقوبة قارة كالعين المدفونة
(الذهب) لا يحمد في التأويل لكراهة لفظه وصفرة لونه وتأويله حزن وغرم مال والسوار منه إذا لبسه ميراث يقع فمن رأى أنه لبس شيئاً من الذهب فإنه يصاهر قوما أكفاء ومن أصاب سبيكة ذهب ذهب منه مال أو أصابه هم بقدر ما أصاب من الذهب أو غضب سلطان
وغرمه فإن رأى أنّه يذيب الذهب خاصم في أم مكروه ووقع في ألسنة الناس
-ومن رأى أن بيته مذهب أو من ذهب وقع فيه الحريق
-ومن رأى عليه قلادة ذهب أو فضة أو خرز أو جوهر ولي ولاية وتقلد أمانة
-ومن رأى أن عليه سوارين من ذهب أو فضة أصابه مكروه مما تملك يداه والفضة خير من الذهب ولا خير في السوار والدملج قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رأيت كأني في يدي سوراين من ذهب فنفختهما فسقطا فأولتهما مسيلمة الكذاب والعنسي صاحب صنعاء.
-ومن رأى أنّ عليه خلخالاً من ذهب أو فضة أصابه خوف أو حبس وقيد ويقال خلاخيل الرجال قيودها وليس يصلح للرجال شئ من الحلي في المنام إلا القلادة والعقد والخاتم والقرط والحلي كله للنساء زينة وربما كان تأويل السوار والخلخال الزوج خاصة والذهب إذا لم يكن مصوغاً فهو غرم وإذا كان مصوغاً فهو أضعف في الشر لدخول اسم آخر عليه وقيل إنّ حلي النساء يدل للنساء على أولادهن فذهبه ذكورهن وفضته انائهن وقد يدل الذكر منه على الذكور والمؤنث منه على الإناث (وحكي) أنّ امرأة أتت معبراً فقالت رأيت كأن لي طستاً من ذهب إبريز فانكسرت واندفعت
في الأرض فطلبتها فلم أجدها فقال ألك عبد مريض أو أمة قالت نعم قال إنّه يموت ورأى إنسان كأنّ عينيه من ذهب فعرض له ذهاب بصره
(الفضة) مال مجموع والنقرة منه جارية حسناء بيضاء ذات جمال لأنّ الفضة جوهر النساء فمن رأى أنه استخرج فضة نقرة من معدنها فإنّه يمكر بامرأة جميلة فإن كانت كبيرة أصاب كنزاَ فإن رأى أنّه يذيب فضة فإنّه يخاصم امرأته ويقع في ألسن الناس وأما الدنانير فإنّ الدينار الأحمر العتيق الجيد دين حنيفي خالص والدينار الواحد ولد حسن الوجه والدنانير كنز وحكمة أو ولاية وأداء شهادة فمن رأى أنه ضيع ديناراً مات ولده أو ضيع صلاة فريضة والدنانير الكثيرة إذا دفعت إليك أمانات وصلوات
-ومن رأى أنّه ينقل إلى منزله أو قار دنانير فهو مال ينقلِ إليه لقوله تعالى (فالحامِلاتِ وِقْرا) فإن رأى أن في يده ديناراً فإنّه قد ائتمن انسانا على شئ فخانه والبهرج دين فيه خلاف والمطلية قلة دين وكذب وزور وقيل أن ابن سيرين كان يقول الدنانير كتب تجئ أو صكاك يأخذها وإن كانت الدنانير خمسة فهي الصلوات الخمس وربما كان الدينار الواحد المفرد
ولداً وجميع لباس الحلى محمود للنساء وهو لهن زينة وأمور جميلة وربما دل على ما تفتخر به النساء وربما دل على أولادهن المذكر منه ذكر والمؤنث منه أنثى وجميعه للرجال مذموم مكروه إلا مالا ينكر لباسه عليهم
(الدراهم) الدراهم الجياد دين وعلم وقضاء حاجة أو صلاة والنقية دنيا صاحب الرؤيا ومعاملته كل أحد على الوفاء وبقاء الكسب والأمانة والصحاح ونثارها على رجل سماع كلام حسن صحيح وعددها أعداد أعمال البر لأنّها مكتوب عليها لا إله إلا اللهّ محمد رسول اللهّ ولا تتم الأعمال إلا بذكر الله تعالى فإن رآها إنسان فإنّه يتم أمر الدين والدنيا فإن رأى معه صحاحا واسعة حسناء فإنّه دين فإن ان من أبناء الدنيا نال دنيا واسعة ورزقاً حسناً وإن كانت امرأته حبلى ولدت غلاماً حسناً والدراهم الكثيرة إذا أصابها إفادة خير كثير في فرح وسرور فإن رأى أن له على إنسان دراهم جيادا صحاحا فإن له عليه شهادة حق وإن طالبه بها فهو مطالبته إياه بالشهادة فإن ردها كذلك فهو شهادة بالحق والصحة فإن ردها مكسرة مال في الشهادة فإن ضيع درهماً حسناً فإنّه ينصح
جاهلاً ولا يقبل منه والدراهم المزغلة غش وكذب وخلاف وخيانة في المعيشة واجتراء على الكبائر والتي لا نقش فيها كلام ليس فيه ورع والتي نقشها صور بدعة في الدين وفسق والمقطعة خصومة لا تنقطع وقيل بل ينقطع فيها المقال وأخذها خير من دفعها لأن دفعها هم فإن سرق درهماً وتصدق به فإنه يروي مالا يسمعه فإن رأى معه عشرة دراهم فصارت خمسة نقص في ماله فإن رأى خمسة صارت عشرة تضاعف ماله وقال بعضهم الدراهم في الرؤيا دليل شر وجميع ما ختم بالسكة وقيل الدراهم تدل على كلام متواتر في الأشياء الجليلة وقيل الدراهم كلام وخصومة إذا كانت بارزة فإن أعطى دراهم في صرة أو كيس استودع سراً وربما كان الدرهم الواحد ولداً والفلوس كلام ردئ وصخب والدراهم الجياد كلام حسن والدراهم الرديئة كلام سوء (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأن في كمي دينارين فسقطا فكنت أطلبهما فقال أنظر قد فقدت من كتبك شيئاً قال فنظرت فإذا قد فقدت حجتين (وحكي) أن رجلاً أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال رأيت كأني أصبت أربعة وعشرين ديناراً معدودة فضيعتها كلها فلم أجد منها إلا أربعة فقال أنت تصلي وحدك وتضيع الجماعات (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأني أصبت درهماً كسروياً فقال
تنال خيراً فلم يمس حتى أفاده ثم أتى آخر فقال رأيت كأنّي أصبت درهماً عربياً فقال له إنك تضرب فعرض له أنه ضرب مائة مقرعة فقيل لابن سيرين كيف عرفت ذلك فقال إن الكسروي عليه ملك وتاج والعربي عليه ضرب هذا الدرهم (وأتاه آخر) فقال رأيت كأني أضرب الدراهم فقال أشاعر أنت فقال نعم (ورأى) رجل كأنّه وضع درهماً تحت قدمه فقص رؤياه على معبر فقال إنك سترتد عن الدين فارتاع صاحب وقام فقصد الجهاد ليسلم دينه فلما أن تراءي الجمعان أسرته الكفار وضرب بألوان العذاب إلى أن ارتد عن دينه ودليل ارتداده وطؤه اسم الله تعالى (وجاءه رجل) آخر فقال كأني أطأ وجه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقدمي فقال له ابن سيرين هل بت البارحة وخفك في رجلك قال نعم قال انزعه فنزعه فسقط منه درهم عليه اسم الله واسم رسوله
-ومن رأى كأنه أصاب طستاً من ذهب أو إبريقاً أو كوزا له عروة فهو خادم يشتريه أو امرأة يتزوجها أو جارية فيها سوء خلق وقال بعضهم من رأى كأنّه يستخدم أواني الذهب والفضة فإنّه يرتكب الآثام وما رؤي من ذلك للموتى أهل السنة فهو بشارة لقوله تعالى (يُطافُ عَلَيْهِم بصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأكْواب)
(الكنز) يدل على حمل المرأة لأنّ الذهب غلمان والفضة جوار وربما دل على مال بكثرة أو علم للعالم ورزق للتاجر وولاية لأهلها في عدل وقد قيل أن الكنز يدل على الاستشهاد والكنوز أعمال ينالها الإنسان في بلاد كثيرة وقال بعضهم من رأى كأنّه وجد كنزاً فيه مال فيدل على شدة (وحكي) أن امرأة رأت بنتاً لها ميتة فقالت لها يا بنية أي الأعمال وجدت خيراً فقالت عليك بالجوز فاقسميه بين المساكين فقصت رؤياها على ابن سيرين فقال لتخرج هذه المرأة الكنز الذي عندها فلتتصدق به فقالت المرأة استغفر الله إنّ عندي كنزأ دفنته من أيام الطاعون (ورأى) رجل ثلاث ليال متواليات كأنه أتاه آتٍ فقال له اذهب إلى البصرة فإن لك بها كنزاً فاحمله فلم يلتفت إلى رؤياه حتى صرح له بالقول في الليلة الثالثة فعزم على الذهاب إلى البصرة وجمع أمتعته فلما أن وردها جعل يطوف في نوِاحيها مقدار عشرة أيام فلم يظهر له شئ وأيس ولام نفسه على ما تجشم فدخل يوماً خربة فرأى بيتاً مظلماً ففتشه فوجد فيه دفتراً فأخرجه ونظر فيه فلم يعلم منه شيئاً وقد كان مكتوباً بالعبرانية ولم يجد أحداً بالبصرة يقرؤه فانطلق به إلى شاب في بغداد فلما
نظر فيه الشاب طلب منه أن يبيعه إياه فأبى وقال ترجمه لي بالعبرانية لأدفعه من بعد إليك فترجمه له وكان ذلك الكتاب في التعبير
(التاج) وأما التاج إذا رأته المرأة على رأسها فإنها ستتزوج برجل رفيع ذي سلطان أو غني وإن كانت حاملاً ولدت غلاماً وإن رآه رجل على رأسه فإنّه ينال سلطاناً أعجميَاً فإن دخل عليه ما يصلحه سلم دينه وإلا كان فيه ما يفسد الدين لأنّ لبس الذهب مكروه في الشرع للرجال وقد يكون أيضاً زوجة ينكحها رفيعة القدر غنية موسرة وإن رأى ذلك من هو مسجون في سجن السلطان فإنّه يخرجه ويشرف أمره معه كما شرف أمر يوسف عليه السلام مع الملك إلاّ أن يكون له والد غائب فإنّه لا يموت حتى يراه فيكون هو تاجه والتاج المرصع بالجوهر خير من التاج الذهب وحده (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأن على رأسي تاجاً من ذهب فقال له إنّ أباك في غرفة قد ذهب بصره فورد عليه الكتاب بذلك وقال إنّ التاج على رأس الرجال رئيسه الذي كان فوقه وقد ذهب عنه شئ يعز عليه وأعز ما عليه بصره والإكليل يجري مجرى التاج
وقيل هو مال زائد وعلم وولده يرزقه والإكليل للمرأة زوج أعجمي وللرجال ذهاب ما ينسب إليه لأنّ الذهب مكروه فإن رأى تاجر أنه وضع الإكليل عن رأسه أو سلبه فإنه يذهب ماله فإن وضعه ذو سلطان أصابه خطأ في دينه وإذا رأى الملك أنّ إكليله أو تاجه وضع عن رأسه أوسلبه زال ملكه
(القرط في الأذن) وأما القرط للرجال فإنّه يعمل عملاً من السماع ولذة الأذن لا تليق إلا بالنساء كالغناء وضرب البربط وإلا فعل مالا ينبغي له فيغني بالقرآن فإن لمِ يكن في شئ من ذلك نظرت إلى الحامل من أهله أما زوجته أو ابنته فإنّها تلد غلاماً إن كان القرط ذهباً وإن كان القرط فضة ولدت أنثى
-ومن رأى امرأة أو جارية في أذنيها قرط أو شنف فإنّه يظهر له تجارة في كورة عامرة نزهة فيها إماء وجوار مدللات مزينات لأنّ المرأة والجارية تجارة والأذن التي وضع عليها القرط إماء ونساء فإن رأى في أذنيه قرطين مرصعين باللؤلؤ فإنّه يصيب من زينة الدنيا وجمالها لأنّ جمال كل شئ اللؤلؤ ويرزق القرآن والدين وحسن الصوت وكمالاً في أموره فإن كان مع ذلك شنف فإنّه يرزق بنتاً فإن رأت امرأة حبلى ذلك فإنّها ترزق ولداً ذكراً والقرط والشنف للرجال والنساء
سواء وإن كان القرط من ذهب فرجل مغن وإن كان من فضة فإنّه يحفظ نصف القرآن (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأنّ في إحدى أذني قرطاً فقال كيف كان غناؤك فقال إني لحسن الصوت
(الخاتم) وأما الخاتم فدال على ما يملكه ويقدر عليه فمن أعطي خاتماً أو اشتراه أو وهب له نال سلطاناً أو ملك ملكاً إن كان من أهله لأنّ ملك سليمان عليه السلام كان في خاتمه وأيضاً فإنّه مما تطبع به الملوك كتبها والأشراف خزائنها وقد يكون من الملك داراً يسكنها أو يملكها وفصه بابها وقد يكون امرأة يتزوجها فيملك عصمتها ويفتض خاتمها ويولج اصبع بطنه فيها ويكون فصه وجهها وقد يكون أخذ الخاتم من الله عزّ وجلّ للزاهد العابد أماناً من الله تعالى من السوء عند تمام الخاتمة وأخذه من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو من العالم اشارة بنيل العلم وكل هذا ما كان الخاتم فضة وإما إن كان ذهباً فلا خير فيه وكذلك إن كان جديدا لأنّه حلية أهل النار أو نحاساً لما في اسمه من لفظ النحس وما يصنع منها من خواتيم الجن نعوذ بالله من الشر كله وقيل الخاتم يدل
أيضاً على الولد والمرأة أو شراء جارية أو دار أو دابة أو مال أو ولاية وإن كان من ذهب فهو للرجل ذل وقيل من رأى أنّه لابس خاتما من حديد فإنه يدل على خير يناله بعد تعب وإن كان من ذهب وله فص فإنه جد والخواتيم المفرغة المصمتة هي أبداً خير والمفتوحة التي دخلها حشو تدل على اغتيال ومكر لأنّ فيها شيئاً خفياً أو تدل على رجاء لشئ عظيم ومنافع كثيرة لأنّ عظمها أكبر من وزنها وأما الخواتيم من قرن أو عاج فإنّها محمودة للنساء وقيل الخاتم سلطان كبير والحلقة أصل الملك والفص هيبته والختم نفاذ السلطان ومال وولاية والخواتيم أمره ونهيه والنقش فيه مراده ومنيته فمن رأى أن الملك طبع بطابعه نال سلطانا من سلطانه سريعاً لا يخالفه لأنّ الطابع أقوى من الخاتم
-ومن رأى أنه لبس خاتماً من فضة فأنفذه حيث أراد وجاز له ذلك فإنّه يصيب سلطاناً
-ومن رأى أنه تختم بخاتم الخليفة وكان من بني هاشم أو من العرب فإنه ينال ولاية جليلة فإن كان من الموالي أو يكون له أب فإنّه يموت أبوه ويصير خلفاً وإن لم يكن له أب فإنّه ينقلب أمره إلى خلاف مايتمنى وإن رأى ذلك خارجي نال ولاية باطلة ومن وجد خاتماً صار إليه مال من العجم أو ولد له ولد أو تزوج
-ومن رأى فص خاتمه تقلقل
أشرف سلطانه على العزل فإن رأى فصه سقط مات ولده أو ذهب بعض ماله ومن انتزع خاتمه وكان والياً فهو عزله أو ذهاب ملكه أوطلاق امرأته ويكون ذلك للمرأة موت زوجها أو أقرب الناس اليها وقيل الخاتم إذا لبسه الإنسان تجدد له شئ مما ينسب إلى الخاتم
-ومن رأى الحلقة انكسرت وذهبت وبقي الفص فإنه اسمه وذكره وجماله والخاتم من ذهب بدعة ومكروه في الدين وحياته في ملكه ويجور في رعيته والخاتم من حديد سلطان شجاع أو تاجر بصير ولكنه خامل الذكر والخاتم من رصاص سلطان فيه وهن والختم ذو الفصين سلطانا ظاهر وباطن فإن كان ذا الخاتم مما ينسب إلى التجارة فهو ربح وإن كان منسوباً إلى العلم فإنّه يداوي أصحاب الدين والدنيا وضيق الخاتم يدل على الراِحة والفرج ومنِ استعار خاتماً فإنّه يملك شيئاً لا بقاء له ومن أصاب خاتما منقوشا فإنّه يملك شيئاً لم يملكه قط مثل دار أو دابة أو امرأة أو جارية أو ولد وإن رأى خواتيم تباع في السوق فهو يبيع أملاك رؤساء الناس فإن رأى السماء تمطر خواتيم فإنه يولد في تلك السنة بنون والخاتم للعرب امرأة وخاتم الذهب قيل هو امرأة قد ذهب مالها ومن
تختم بخاتم في خنصره ثم نزعه عنها وأدخله في غيرها فإنه يقود على امرأته ويدعو إلى الفساد وإن رأى أن خاتمه الذي كان في خنصره مرة في بنصره ومرة في الوسطى من غير أن يحوله فإنّ امرأته تخونه ومن باع خاتمه بدراهم أو دقيق أو سمسم فإنّه يفارق امرأته بكرم حسن أو مال والفص ولد فإن كان فص خاتمه من جوهر فإنّه سلطان مع جاه وبهاء ومال كثير وذكر وعز فإن كان فصه من زبرجد فإن كان سلطاناً فإنّه شجاع مهيب قوي وإن كان في الولد فإنّه ولد مهذب راجح كيس وإن كان فصه خرزاً فإنه سلطان ضعيف مهين وإن كان الفص ياقوتاً أخضر فإنه يولد له ولد مؤمنِ عالم فهم والخاتم من خشب امرأة منافقة أو ملك من نفاق فإن أعطيت امرأة خاتماً فإنّها تتزوج أو تلد (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأن خاتمي انكسر فقال إن صدقت رؤياك طلقت امرأتك فلم يلبث إلا ثلاثة أيام حتى طلقها وجاءه رجل فقال رأيت كأن في يدي خاتماً أختم به في أفواه الرجال وأرحام النساء فقال أنت رجل مؤذن تؤذن في غير الوقت في شهر رمضان فتحرم على الناس الطعام والمباشرة
-ومن رأى أنه ختم لرجل على طين فإنّ المختوم له ينال سلطاناً من صاحب الخاتم
-ومن رأى أن
ملكا أو سلطانا أعطاه خاتم فلبسه وكان أهلاً لذلك نال سلطاناً وإلاّ رجع ذلك في قوم الذي رآه أو عشيرته أو سميه في الناس أو نظيره فيهم وبيع الخاتم فراق المرأة (والمخنقة) للرجال خناق وللمرأة زينة وولد من زوج جوهري وإن كانت من صفر فمن زوج أعجمي وإن كانت من خرز فإنه من زوج دنئ فإن كانت مفصلة من جوهر ولؤلؤ وزبرجد فإنها تتزج بزوج رفيع وتلد منه بنتين وتجد مناها فيه
(القلادة والعقد) هما للنساء جمالهن وزينتهن ومناهن والعقد المنظوم من اللؤلؤ والمرجان ورع ورهبة مع حفظ القرآن على قدر صغر اللؤلؤ وجماله وكثرته وخطره
-ومن رأى عليه قلادة ذهب ودر وياقوت ولي عملاً من أعمال المسلمين أو تقلد أمانة والجوهر في العقد جوهر عمله ومبلغه ومنتهاه والقلادة للرجال إذا كان معها نقود من فضة دليل تزويج بامرأة حسناء والياقوت والجوهر فيها حسنها وإن كانت من الفضة والجوهر فإنه ولاية جامعة مع مال وفرح وإذا كانت من حديد فهي ولاية في قوة وإذا كانت من صفر فهي متاع الدنيا وإذا كانت من خرز فولاية في وهن وضعف
وإذا كانت منسوبة إلى المرأة فإنها امرأة دنيئة والقلادة للنساء مال ائتمنها عليه زوجها وقال بعضهم الزينة التي تعلقها النساء في أعناقهن تدل على أزواجهن والولد لأن هذه الزينة كما أنّها تعانق المرأة فكذلك الزوج والولد وأما الرجال فإنّ مثل هذه الرؤيا تدل على اغتيال ومكر فيهم وتّعقد أسباب وليس ذلك بسبب الجوهر ولكنه بسبب الهيئة (وأما العقد) للرجل في عنقه فإن كان طالباً للقرآن جمعه وإن كان طالباً للفقه أحكمه وإن كان عليه عهد أو عقد وفى به وإن لم يكن شئ من ذلك وكان عزبا تزوج امرأة تحسن القرآن وإن كان عنده حمل ولد له غلام إلا أن ينقطع سلكه ويتبذر نظمه فإن كان في عنقه عهد نكثه وإن كان حافظاً للقرآن نسيه وغفل عنه وإلا تشتت منه العلم وتلف له وإذا اجتمعت أسلاك فالجوهر منها قرآن واللؤلؤ سنن وسائر الجواهر حكم وكلام البر والفقه وعقد المرأة زوجها أو ولدها والقلادة من جوهر تدل على الإيمان والعلم والقرآن (وأما الطوق) للرجال فإحسان المرأة إلى زوجها وسعته غنى للزوج وإحكامه علم الزوج وكونه من
حديد قوته وكون الخشب في وسطه نفاقه وهو للسلطان ظفر وللتاجر ربح وإن رأى كأنّه مطوق طوقاً ضيقاً فإنّه بخيل وإن كان صاحب الرؤيا من أهل الورع فإنّه لا ينتفع به أحد من أهل الدين وإن كان عالماً فإنّه يكتم علماً قال الله تعالى (سيطوقون ما بخلوا به يوم القِيامَة)
-ومن رأى كأنه اشترى جارية في حلقها طوق من فضة فإنّه يتجر على قدر الحاجة تجارة يستفيد منها قوة أو يصيب من التجارة امرأة أو جارية لأنّ الفضة من جوهر النساء وقيل إنّ الطوق من أي نوع كان فساد في الدين
(السوار) من رآه من الرجال فهو ضيق فان كان أسورة من فضة فهو رجل صالح للسعي في الخيرات لقوله تعالى (وحلوا أساور من فضة) وإن كان له أعداء فإنّ الله يعينه
-ومن رأى في يده سواراً منِ ذهب غلت يده فإن رأى ملكاً سوّر رعيته فإنّه يرفق بهم ويعدل فيهم وينالون كسباً ومعيشة وبركة ويبقى سلطانه فإن سوّرت يد السلطان فهو فتح يفتح على يديه مع ذكر وصيت وقيل إنّ السوار من الفضة يدل على ابن وخادم وقيل سوار الفضة زيادة مال وقد تقدم
ذكر السوار أيضاً في أول الباب (وأما الدملج) فهو للنساء زينة وفخر وجمال وإن عد عليهن فهو افتتاح خيرهن وسرورهن من قيمهن والدملج للرجال قوة على يد أخيه لأنّ العضد أخ وكذلك الساعد وإن كان من ذهب ورأى كأنّه عليه دل على أنّه يضرب بالسياط والضيق منه أقوى في النأويل (وأما العضد) فمن كان في يده معضد من فضة فإنّه يزوج ابنة أخيه وإن كان المعضد من خرز فإنّه ينال من أخواته هموماً متتابعة من قبل أخ أو أخت وكل شئ تلبسه المرأة من الحلي فهو زوجها لقوله تعالى (هن لِباسٌ لَكُم)
(المنطقة) هي أب وأخ أو عم أو ولد وتدل على رجل من الرؤساء يستعين به في الأمور فإن رأى كأنّ ملكاً أعطاه منطقة وشد بها وسطه دل على أنّه قد بقي من عمره النصف وإن كانت المنطقة محلاة بالذهب فإن حلية المنطقة قواد الوالي وكونها من ذهب ظلمه ومن حديد قوة جنده ومن رصاص ضعفهم ومن فضة غناهم فإن رأى كأنّ عليه منطقتين أو أكثر حتى عجز عن حملها
فإن صاحبها يطول عمره حتى يبلغ أرذله فإن رأى كأنه أعطى منطقة فأخذها بيمينه ولم يشد بها وسطه فإنه يسافر سفراً في سلطان وإن كانت بيساره منطقة وبيمينه سوط نال ولاية والوالي إذا انقطعت منطقته قوي أمره وطال عمره ومن شد وسطه بخيط مكان المنطقة فقد ذهب نصف عمره وإن شد وسطه بحية فإنّه يشده بهميان فيه دراهم أو دنانير وقيل من أعطاه الملك منطقة نال ملكاً
-ومن رأى عليه منطقة بلا حلي استند إلى رجل شريف قوي ينال منه خيراً ونعمة يشتد بها ظهره فإن كان غنياً فهو قوته وصيانته وثباته في تجارته أو سلطانه ونيل مال حلال وتكون سريرته خيراً من علانيته والمنطقة المبهمة ظهر الرجل الذي يستند إليه ويتقوّى به إذا كانت في وسطه وإن كانت محلاة بالجواهر أصاب مالاً يسود به أو ولداً يسود أهل بيته والخلخال من فضة ابن والرجل إذا رأى عليه خلخالاً من ذهب دلت رؤياه على مرض يصيبه أو خطأ يقع عليه في الدين والخلخال للمرأة أمن من الخوِف إن كانت ذات بعل وإن كانت أيما فإنّها تتزوج برجل كريم سخي ترى منه خيراً وقد تقدم أيضاً ذكر الخلخال في أول الباب
(اللؤلؤ) اللؤلؤ لمنظوم في التأويل القرآن والعلم فمن رأى كأنّه يثقب لؤلؤاً مستوياً فإنّه يفسر القرآن صواباً
-ومن رأى كأنه باع اللؤلؤ أو بلعه فإنّه ينسى القرآن وقيل من رأى كأنّه يبيع اللؤلؤ فإنه يرزق علما يفشيه في الناس وادخال اللؤلؤ في الفم يدل على حسن الدين فإن رأى كأنه ينثر اللآلئ من فيه والناس يأخذونها وهو لا يأخذها فإنّه واعظ نافع الوعظ وقيل ان اللؤلؤ امرأة يتزوجها أو خادم وقيل اللؤلؤ ولد لقوله تعالى (وَيَطوفُ عَلَيْهمْ وِلدَان مخلدون إذا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتُهُمْ لؤلؤاً مَنْثُوراً) واستعارة اللؤلؤتدل على ولد لا يعيش واستخراج اللؤلؤ الكثير من قعر البحر أو من النهر مال حلال من جهة بعض الملوك واللؤلؤ الكثير ميراث أيضاً وهو للوالي ولاية وللعالم علم وللتاجر ربح واللؤلؤ كمال كل شئ وجماله
-ومن رأى كأنه يثقب لؤلؤاً بخشبة فإنّه ينكح ذات محرم ومن بلع لؤلؤاً فإنّه يكتم شهادة عنده ومن مضغ اللؤلؤ فإنّه يغتاب الناس
-ومن رأى كأنه تقيأه ومضغه وبلعه فانه يكايد الناس ويغتابهم
-ومن رأى لؤلؤاً كثيراً مما يكال بالقفزان ويحمل بالأوقار وكأنّه استخرجه من بحر فإنّه يصيب مالاً حلالاً من كنوز الملوك فإن رأى كأنّه يعد اللؤلؤ فقد قيل أنّه يصيبه
مشقة
-ومن رأى كأنّه فتح باب خزانة بمفتاح وأخرج منها جواهر فإنه يسأل عالماً عن مسائل لأنّ العالم خزانة ومفتاحها السؤال وربما كانت هذه الرؤيا امرأة يفتضهِا ويولد له منها أولاد حسان
-ومن رأى كأنه رمى لؤلؤاً في نهر أو بئر فإنه يصطنع معروفاً إلى الناس فمن رأى كأنه ميزّ بين لؤلؤ وقشرها وأخذ القشر ورمى بما في وسطه فإنّه نباش وكبير اللؤلؤ أفضل من صغيره وربما دل كبيره على السور الطوال من القرآن واللؤلؤ المنظوم يدل على الولد وإن كان منسوبا فإنّه جوار وربما دل منثوره على مستحسن الكلام وأصناف اللؤلؤ والجوهر وغيره دالة على حب الشهوات من النساء والبنين (وحكي) أنّ رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت رجلين يدخلان في أفواههما اللؤلؤ فيخرج أحدهما أصغر مما أدخله يخرج الآخر أكبر عنه فقال أما من رأيته يخرج صغيراً فإنّك رأيتها لي وأنا أحدث بما أسمعه وأما من رأيته يخرج كبيراً فرأيته للحسن البصري ولعبادة يحدثان بأكثر مما سمعاه وجاءته امرأة فقالت إني رأيت في حجري لؤلؤتين إحداهما أعظم من الأخرى فسألتني أختي إحداهما فأعطيتها الصغرى فقال لها أنت امرأة تعلمت سورتين إحداهما أطول
من الأخرى فعلمت أختك الصغرى فقالت صدقت تعلّمت البقرة وآل عمران فعلمت أختي آل عمران وجاءه رجل فقال رأيت كأني أبتلع اللؤلؤ ثم أرمي به قال أنت رجل كلما حفظت القرآن نسيته وضيعته فإتق الله وجاءه آخر فقال رأيت كأني أثقب لؤلؤة فقال ألك أم قال نعم كانت وسبيت قال فلك جارية اشتريتها من السبي قال نعم قال اتق الله فأمك هي وجاءه آخر فقال رأيت كأني أمشي على لؤلؤ فقال اللؤلؤ القرآن وينبغي أن يجعل القرآن تحت قدميك وجاءه آخر فقال رأيت كأن فمي ملئ لؤلؤ وأنا ضام عليه لا أخرجه فقال أنت رجل تحسن القرآن ولا تقرؤه فقال صدقت وجاءه آخر فقال رأيت كأنّ في إحدى أذني لؤلؤ بمنزلة القرط فقال اتق الله ولا تغن بالقرآن وجاءه آخر فقال رأيت كأنّ اللؤلؤ ينثر من فمي فجعل الناس يأخذون منه لا آخذ منه شيئاً فقال أنت رجل قاض تقول مالا تعمل به
(المرجان) قال بعضهم هو مال كثير وجارية حسناء مذكورة خيرة هشة بشة والقلادة منه والخرز ما نهى الله تعالى عنه بقوله تعالى (لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ الله وَلا الشّهَر الحَرامَ ولا الهَدْيَ وَلا القَلائِد)
(الياقوت) فرح ولهو فمن رأى أنه يختم بالياقوت فإنّه يكون له دين واسم فإن رأى أنه أخذ فص ياقوت وكان يتوقع ولداً ولد له بنت وإن أراد التزويج تزوج امرأة حسناء جميلة ذات دين لقوله تعالى (كأنهن الياقوت والمرّجان) فإن رأى كأنّه استخرج من قعر البحر أو النهر ياقوتاً كثيرا يكال بالمكيال أو يحمل بالأوقار فإنّه مال كثير من سلطان والكثير من الياقوت للعالم علم وللوالي ولاية وللتاجر تجارة وقيل إنّ الياقوت صديق
-ومن رأى أنه نظر في جوهر أو لؤلؤ لا ضوء له أو في زجاجة لا ضوء لها فليحذر الخناق والشدة لأنّ النفس في البدن كالنور في الزجاج والجوهر أو يذهب عقله لأنّ العقلِ جوهر مبسوط وإذا كانت الياقوتة صديقاً كان قاسي القلب
-ومن رأى كأن له إكليلاً من ياقوت ومرجان فإنه عزة وقوة من قبل امرأة حسناء وقال بعضهم أن الياقوت منسوب إلى النساء حتى يكون كثيرا يكال فيكون حينئذ مالا ومن أعطى ياقوتة فإنه يصيب امرأة حسناء
(الزمرد والزبرجد) هو المهذب من الأخوان والأولاد والمال الطيب الحلال والكلام الخالص
من العلم والبر ويكون أيضاً صديقاً صاحب دين وورع وحسب وأما الفيروز فهو فتح ونصر وإقبال وطول عمر (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت في يدي خاتماً فصه من ياقوتة حمراء فقال تحبك امرأة جميلة فيها قسوة شديدة
(العقيق) مبارك ينفي المفقر على ما روي في الخبر عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فمن رأى كأنه تختم به فإنّه يملك شيئاً مباركاً وينال نعمة نامية وكذلك الجزع
(السبج) مال من شبهة ولمن يتوقع الولد ولد ويدل أيضا على الصديق المنافق والخرزة الواحدة صديق لا معين له والكثير منه مال حرام والرصاص يدل على عوام الناس ويدل أخذه على استفادة مال من قبل المجوس وأخذ الرصاص الذائب دليل خسران في المال والرصاص الجامد لا يدل على خسران
-ومن رأى أنّه يذيب رصاصاً فإنّه يخاصم في أمر فيه وهن وثع في ألسنة الناس
(الصفر والنحاس) مال من قبل النصارى واليهود فمن رأى أنّه يذيب صفراً فإنّه يخاصم في أمور من متاعِ الدنيا ويدل أيضاً على كلام السوء والبهتان
-ومن رأى في يده شيئاَ منه ليحذر أناساً
يعادونه وليتق الله ربه في دينه لأنّ الله تعالى يقول (مِنْ حُلِيّهِم عِجْلاً جَسَداً له خوار) لم يكن ذهباً ولا فضة وإنما كان نحاساً
-ومن رأى صفراً أو نحاساً فإنّه يرمى بكذب أو بهتان أو يشتم
(الحديد) قال الله تعالى (وأنْزَلنا الحَدِيدَ فيهِ بَأسٌ شَديدٌ ومَنافِعُ لِلنّاس) والحديد مال وقوة وعز وأكله مع الخبز مداراة واحتمال لأجل المعاش ومضغه غيبة والحديد ظفر (وحكي) أن رجلا أتى جعفراً الصادق عليه السلام فقال رأيت كأنّ ربي أعطاني حديداً وسقاني شربة خل ثقيف فقال تعلم ولدك صنعة داود عليه السلام والخل مال حلال في مرض يطول فيه مضجعك وتموت فيه على وصية والكحل مال والمكحلة امرأة والاكتحال يستحب من الرجل الصالح ولا يستحب من الرجل الفاسق والميل ولد وقيل الكحل يدل على زيادة ضوء البصر وأما الزجاج فهول لا بقاء له وهو من جوهر النساء ورؤيته في وعاء أقل ضرراً وقيل هو هم لا بقاء له وقد تقدم ذكر أوانيه في باب الخمر وأوانيها وقد جاء في الخبر عن أم سلمة رضي الله عنها انها قامت من نومها باكية فسئلت عن ذلك فقالت رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفي يده قارورة فقلت ماهذا يا رسول الله
قال أجمع فيها دم الحسين فلم تلبث أن جاء نعي الحسين عليه السلام وأما الزئبق فيدل على خلف الموعد والخيانة والنفاق وأتباع الهوى
-ومن رأى بيده شيئاً من الزئبق فإنّه مذبذب في دينه متابع لهواه خائن غير مؤتمن وأكله لا خير فيه والقار وقاية وجنة من محذور والنفط مال حرام وقيل امرأة مفسدة ومن صب عليه نفط أصابه مكروه من جهة السلطان وأما الفلوس فالمنثور منها في وعاء قضاء حاجة والمكشوف منها كلام ردئ وصخب
-ومن رأى أنه أدخل في فمه درهماً فأخرج فلساً فإنّه زنديق والفلس كلام مع رياء ومجادلة
-ومن رأى فلوساً عليها اسم الله تعالى فإنّه رخص لنفسه السماع واستماع الشعر مثل القرآن
-ومن رأى كأنه ابتلع ديناراً وأخرجه من سفله فلساً فإنه يموت على الكفر لأنّ الدينار دين والفلس غش وكفر وضلال وقال بعضهم الفلوس تدل على حزن وضيق وكلام يتبعه غم وقيل الفلس يدل على الإفلاس (مركب الحلى) مال شريف بقدر ما أراد لأنّه إذا كان من ذهب لا يضر لأنه شرف الدابة ورفعة ثمنها وكثرة حليها ارتفاع ذكره وعلم رياسته فمن رأى في يده مركباً فإنّه ينال مال رجل شريف ويفيد جارية حسناء
وإن كان من فضة وذهب فإنه جوار وغلمان حسان أصحاب زينة.