تغريدات السيرة النبوية

٧٢٦- ثم أخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه لم يَبْق من أمر النبوة إلا المبشرات، وهي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن في منامه. رواه مسلم
٧٢٧- فلما رأى الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أصبح مُفيقا ظَنُّوا أنه قد بَرِئ من مرضه، فانصرفوا إلى منازلهم وحوائجهم مستبشرين.
٧٢٨- واستأذن أبو بكر الصديق رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخروج إلى أهله في منطقة السُّنْح في عوالي المدينة، فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم.
٧٢٩- فلما كان ضُحى يوم الإثنين ١٢ ربيع الأول سنة ١١ هـ، اشتد على رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضه وجعل يتغشاه بأبي هو وأمي الكرب الشديد.
٧٣٠- فقالت فاطمة: واكَرْبَ أبتاه، فقال صلى الله عليه وسلم:"لا كَرْب على أبيك بعد اليوم، إنه قد حضر من أبيك ما ليس بتاركٍ منه أحداً".
٧٣١- وبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعالج سكرات الموت، وعائشة رضي الله عنها مُسندته صدرها، وبين يديه صلى الله عليه وسلم إناء فيه ماء.
٧٣٢- فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يُدخل يَدَيه في الماء فيمسح بهما وجهه، ويقول:"لا إله إلا الله إن للموت سكرات".
٧٣٣- ثم نَصَبَ صلى الله عليه وسلم يَده، فجعل يقول:"في الرفيق الأعلى"، فَقُبض، ومالَتْ يده صلى الله عليه وسلم.
٧٣٤- وفي رواية قالت عائشة: كنت مُسندته إلى صدري، فدعا بطَسْت، فلقد انْخَنَثَ - أي مال - في حِجْري، فما شعرت أنه مات.
٧٣٥- وفي رواية الإمام أحمد قالت عائشة: فبينما رأسه صلى الله عليه وسلم على منكبي إذ مال رأسه نحو رأسي، فظننت أنه غُشي عليه.
٧٣٦- وفي رواية أخرى قالت عائشة: قُبض النبي صلى الله عليه وسلم ورأسه بين سَحْري ونَحْري، فلما خرجت نفسه لم أجد ريحاً قط أطيب منها.
٧٣٧- وكانت وفاته صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي ضُحى يوم الإثنين ١٢ ربيع الأول سنة ١١ هـ، وعمره ٦٣.
٧٣٨- وشاع خبر وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة، ونزل خبر وفاته صلى الله عليه وسلم على الصحابة رضي الله عنهم كالصاعقة، لشدة حُبِّهم له.
٧٣٩- ودخل الصحابة على النبي صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة، ينظرون إليه، وقالوا: كيف يموت وهو شهيد علينا، ونحن شهداء على الناس.
٧٤٠- وجاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ودخل على النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رآه، قال: واغَشَيَاه، ما أشَدَّ غَشْي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
٧٤١- ثم خرج عمر من عند النبي صلى الله عليه وسلم سالاً سيفه ويتوعد الناس ويقول: والله لا أسمع أحداً يقول: مات رسول الله إلا ضربته بالسيف.
٧٤٢- وقال أيضا رضي الله عنه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما مات، ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى، والله ليرجعن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبع
٧٤٣- كما رجع موسى، فليقطعنَّ أيدي رجال وأرجُلَهم زعموا أنه مات. وهكذا لم يتمالك عمر رضي الله عنه من هول مصيبة موت النبي صلى الله عليه وسلم
٧٤٤- كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه غائبا لما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان قد استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في الذهاب لمنطقة السُّنْح.
٧٤٥- فانطلق أحد الصحابة إليه، وأخبره خبر موت النبي صلى الله عليه وسلم، وأن الناس في حال لا يعلمه إلا الله سبحانه.
٧٤٦- فانطلق أبو بكر الصديق مُسرعاً على فرسه حتى دخل المسجد النبوي، وإذا بالناس يَبكون، وعُمر شاهراً سيفه يُكلم الناس.
٧٤٧- فلم يَلتفت أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى شيء من ذلك، ودخل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو مُسجى على سريره، وكشف عن وجهه الطاهر.
٧٤٨- وقال رضي الله عنه: إنا لله وإنا إليه راجعون، ثم أكبَّ عليه فقبله وهو يبكي، ويقول: طبت حيا وميتا يارسول الله يتبع
٧٤٩- والله لا يجمع الله عليك موتتين، أما الموتة التي كتبت عليك فقد ذُقتها، ثم لن يُصيبك بعدها موتة أبدا ثم غطى النبي صلى الله عليه وسلم.
٧٥٠- ثم خرج رضي الله عنه للناس، وهم مابين منكر، وحائر من هول المصيبة، ورأى عمر وهو يُهدد ويتوعّد من يقول بموت النبي صلى الله عليه وسلم.