نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة التوبة آية 92
وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ

التفسير الميسر وكذلك لا إثم على الذين إذا ما جاؤوك يطلبون أن تعينهم بحملهم إلى الجهاد قلت لهم: لا أجد ما أحملكم عليه من الدوابِّ، فانصرفوا عنك، وقد فاضت أعينهم دَمعًا أسفًا على ما فاتهم من شرف الجهاد وثوابه؛ لأنهم لم يجدوا ما ينفقون، وما يحملهم لو خرجوا للجهاد في سبيل الله.

تفسير الجلالين
92 - (ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم) معك إلى الغزو وهم سبعة من الأنصار وقيل بنو مُقَرِّن (قلت لا أجد ما أحملكم عليه) حال (تولَّوا) جواب إذا أي انصرفوا (وأعينهم تفيض) تسيل (من) للبيان (الدمع حزَناً) لأجل (ألا يجدوا ما ينفقون) في الجهاد

تفسير القرطبي
الرابعة: قوله تعالى: {ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم} روي أن الآية نزلت في عرباض بن سارية.
وقيل : نزلت في عائذ بن عمرو.
وقيل : نزلت في بني مقرن - وعلى هذا جمهور المفسرين - وكانوا سبعة إخوة، كلهم صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم، وليس في الصحابة سبعة إخوة غيرهم، وهم النعمان ومعقل وعقيل وسويد وسنان وسابع لم يسم.
بنو مقرن المزنيون سبعة إخوة هاجروا وصحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يشاركهم - فيما ذكره ابن عبدالبر وجماعة - في هذه المكرمة غيرهم.
وقد قيل : إنهم شهدوا الخندق كلهم.
وقيل : نزلت في سبعة نفر من بطون شتى، وهم البكاءون أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك ليحملهم، فلم يجد ما يحملهم عليه؛ فـ {تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون} فسموا البكائين.
وهم سالم بن عمير من بني عمرو بن عوف وعلبة بن زيد أخو بني حارثة.
وأبو ليلى عبدالرحمن بن كعب من بني مازن بن النجار.
وعمرو بن الحمام من بني سلمة.
وعبدالله بن المغفل المزني، وقيل : بل هو عبدالله بن عمرو المزني.
وهرمي بن عبدالله أخو بني واقف، وعرباض بن سارية الفزاري، هكذا سماهم أبو عمر في كتاب الدرر له.
وفيهم اختلاف.
قال القشيري : معقل بن يسار وصخر بن خنساء وعبدالله بن كعب الأنصاري، وسالم بن عمير، وثعلبة بن غنمة، وعبدالله بن مغفل وآخر.
قالوا : يا نبي الله، قد ندبتنا للخروج معك، فاحملنا على الخفاف المرفوعة والنعال المخصوفة نغز معك.
فقال: {لا أجد ما أحملكم عليه} فتولوا وهم يبكون.
وقال ابن عباس : سألوه أن يحملهم على الدواب، وكان الرجل يحتاج إلى بعيرين، بعير يركبه وبعير يحمل ماءه وزاده لبعد الطريق.
وقال الحسن : نزلت في أبي موسى وأصحابه أتوا النبي صلى الله عليه وسلم ليستحملوه، ووافق ذلك منه غضبا فقال: {والله لا أحملكم ولا أجد ما أحملكم عليه فتولوا يبكون؛ فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعطاهم ذودا.
فقال أبو موسى : ألست حلفت يا رسول الله؟ فقال : (إني إن شاء الله لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرا منها إلا أتيت الذي هو خير وكفرت عن يميني).
قلت : وهذا حديث صحيح أخرجه البخاري ومسلم بلفظه ومعناه.
وفي مسلم : فدعا بنا فأمر لنا بخمس ذود غر الذرى.
.
.
الحديث.
وفي آخره : (فانطلقوا فإنما حملكم الله).
وقال الحسن أيضا وبكر بن عبدالله : نزلت في عبدالله بن مغفل المزني، أتى النبي صلى الله عليه وسلم يستحمله.
قال الجرجاني : التقدير أي ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم وقلت لا أجد.
فهو مبتدأ معطوف على ما قبله بغير واو، والجواب {تولوا}.
{وأعينهم تفيض من الدمع} الجملة في موضع نصب على الحال.
{حزنا} مصدر.
{ألا يجدوا} نصب بأن.
وقال النحاس : قال الفراء يجوز أن لا يجدون؛ يجعل لا بمعنى ليس.
وهو عند البصريين بمعنى أنهم لا يجدون.
الخامسة: والجمهور من العلماء على أن من لا يجد ما ينفقه في غزوه أنه لا يجب عليه.
وقال علماؤنا : إذا كانت عادته المسألة لزمه كالحج وخرج على العادة لأن حاله إذا لم تتغير يتوجه الفرض عليه كتوجهه على الواجد.
والله أعلم.
السادسة: قوله تعالى: {وأعينهم تفيض من الدمع} ما يستدل به على قرائن الأحوال.
ثم منها ما يفيد العلم الضروري، ومنها ما يحتمل الترديد.
فالأول كمن يمر على دار قد علا فيها النعي وخمشت الخدود وحلقت الشعور وسلقت الأصوات وخرقت الجيوب ونادوا على صاحب الدار بالثبور؛ فيعلم أنه قد مات.
وأما الثاني فكدموع الأيتام على أبواب الحكام؛ قال الله تعالى مخبرا عن إخوة يوسف عليه السلام: {وجاءوا أباهم عشاء يبكون}[يوسف : 16].
وهم الكاذبون؛ قال الله تعالى مخبرا عنهم: {وجاءوا على قميصه بدم كذب} [يوسف : 18].
ومع هذا فإنها قرائن يستدل بها في الغالب فتبني عليها الشهادات بناء على ظواهر الأحوال وغالبها.
وقال الشاعر : إذا اشتبكت دموع في خدود ** تبين من بكى ممن تباكي وسيأتي هذا المعنى في {يوسف} مستوفى إن شاء الله تعالى.

تفسير ابن كثير ثم بيَّن تعالى الأعذار التي لا حرج على من قعد معها على القتال، فذكر منها ما هو لازم للشخص لا ينفك عنه، وهو الضعف في التركيب الذي لا يستطيع معه الجلاد في الجهاد، ومنه العمى والعرج ونحوهما؛ ولهذا بدأ به، ومنها ما هو عارض بسبب مرض في بدنه شغله عن الخروج في سبيل اللّه، أو بسبب فقر لا يقدر على التجهيز للحرب، فليس على هؤلاء حرج إذا قعدوا ونصحوا في حال قعودهم، ولم يرجفوا بالناس، ولم يثبطوهم، وهم محسنون في حالهم هذا؛ ولهذا قال: {ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم}. قال قتادة: نزلت هذه الآية في عائذ ابن عمرو المزني، وروي عن زيد بن ثابت قال: كنت أكتب لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فكنت أكتب براءة، فإني لواضع القلم على أذني، إذ أمرنا بالقتال، فجعل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ينظر ما نزل عليه، إذ جاء أعمى فقال: كيف بي يا رسول اللّه وأنا أعمى؟ فنزلت: {ليس على الضعفاء} الآية. وقال ابن عباس في هذه الآية: وذلك أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أمر الناس أن ينبعثوا غازين معه، فجاءته عصابة من أصحابه فيهم عبد اللّه بن مغفل المزني، فقالوا: يا رسول اللّه احملنا، فقال لهم: (واللّه لا أجد ما أحملكم عليه)، فتولوا وهم يبكون، وعز عليهم أن يجلسوا عن الجهاد ولا يجدون نفقة ولا محملاً، فلما رأى اللّه حرصهم على محبته ومحبة رسوله أنزل عذرهم في كتابه فقال: {ليس على الضعفاء} إلى قوله: {فهم لا يعلمون}، وقال مجاهد في قوله: {ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم} نزلت في بني مقرن من مزينة، كانوا سبعة نفر، فاستحملوا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وكانوا أهل حاجة، فقال: {لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون}. وفي حديث أنس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: (إن بالمدينة أقواماً ما قطعتم وادياً ولا سرتم سيراً إلا وهم معكم) قالوا: وهم بالمدينة؟ قال: (نعم حبسهم العذر) ""أخرجه الشيخان عن أنس بن مالك"". وعن جابر قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (لقد خلفتم بالمدينة رجالاً ما قطعتم وادياً ولا سلكتم طريقاً إلا شركوكم في الأجر حبسهم المرض) ""رواه أحمد ومسلم وابن ماجه""، ثم رد تعالى الملامة على الذين يستأذنون في القعود وهم أغنياء، وأنبهم في رضاهم بأن يكونوا مع النساء الخوالف في الرجال: {وطبع اللّه على قلوبهم فهم لا يعلمون}.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি