باب ذكر السنن والآثار التي فيها ذكر جمل آي السور

باب ذكر السنن والآثار التي فيها ذكر جمل آي السور
قال الحافظ أخبرنا سلمون بن داود قال أنا محمد بن إبراهيم قال أنا محمد بن غالب قال أنا عبد الصمد بن النعمان قال أنا أسباط بن نصر عن السدي عز عبد خير عن علي رضي الله عنه قال السبع المثاني فاتحة الكتاب
قال الحافظ أخبرنا خلف بن إبراهيم قال أنا أحمد بن محمد قال أنا علي ابن عبد العزيز قال أنا أبو عبيد قال أنا يزيد عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي قال ( هي فاتحة الكتاب وهي السبع المثاني والقرآن العظيم )
وأخبرنا سعيد بن عثمان النحوي قال أنا قاسم بن أصبغ قال أنا إبراهيم ابن عبد الرحيم قال أنا عمار بن عبد الجبار الخراساني قال أنا ابن أبي ذئب عن أبي هريرة قال الحمد لله أم القرآن والسبع المثاني والقرآن العظيم

قال الحافظ أنا فارس بن أحمد قال أنا أحمد بن محمد قال أنا أحمد بن عثمان قال أنا الفضل قال أنا محمد بن عيسى وأحمد بن يزيد وغيرهما قالوا أنا خلف بن هشام قال أنا محمد بن حسان عن المعافى بن عمران عن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري عن نوح بن أبي بلال عن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله ( الحمد سبع آيات إحداهن بسم الله الرحمن الرحيم وهي السبع المثاني هي أم القرآن هي فاتحة الكتاب )
قال الحافظ أخبرنا إبراهيم بن خطاب اللمائي قال أنا أحمد بن خالد قال أنا أبو قتيبة سليمان بن الفضل قال أنا ابن ناجية قال أنا خليفة بن خياط شباب قال أنا عمر بن هارون البلخي قال أنا ابن جريج عن عبد الله بن أبي مليكة عن أم سلمة قالت دخل علي رسول الله فقرأ ( ) بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ( ) إلى آخرها سبع يا أم سلمة
قال الحافظ أخبرنا عبد الرحمن بن عثمان بن عفان الزاهد قال أنا قاسم بن أصبغ قال أنا أحمد بن أبي خيثمة قال أنا مسلم بن إبراهيم قال انا سلام بن مسكين قال أنا قتادة عن رجل عن أبي هريرة عن النبى ( صلى الله عليه وسلم ) أن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى أدخلته الجنة )
قال الحافظ أخبرنا الخاقاني قال أنا أحمد المكي قال أنا علي قال أنا القاسم قال أنا حجاج عن شعبة عن قتادة قال سمعت عباسا الجشمي يحدث عن أبي هريرة قال قال رسول الله ( إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي ( ) تبارك الذي بيده الملك ( ) )

قال الحافظ أنا محمد بن عبد الله بن عيسى المري قال أنا علي بن الحسن قال أنا أحمد بن موسى العطار قال أنا يحيى بن سلام عن المعلى عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش قال قال لي أبي بن كعب يا زر كم تقرؤون سورة الأحزاب قلت ثلاثا وسبعين آية وذكر الحديث
قال الحافظ أنا خلف بن إبراهيم قال أنا أحمد بن محمد قال أنا علي قال أنا القاسم قال أنا إسماعيل بن جعفر عن المبارك بن فضالة عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش قال قال لي أبي بن كعب يا زر كأين تعد أو قال كأين تقرأ سورة الأحزاب قلت اثنتين وسبعين آية أو ثلاثا وسبعين آية فقال إن كانت لتعدل سورة البقرة
قال الحافظ أخبرنا فارس بن أحمد قال أنا أحمد بن محمد قال أنا أبو بكر الرازي قال أنا الفضل بن شاذان قال أنا أحمد بن يزيد قال أنا جبارة بن مغلس قال أنا ابن المبارك عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال آخر آية نزلت ( ) واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ( ) قال الملك اجعلها على رأس ثمانين ومئتين من البقرة
قال الحافظ ثنا ابن غلبون قال أنا أحمد بن المفسر قال أنا أحمد بن علي قال أنا أحمد بن منيع قال أنا يحيى بن سعيد الأموي عن الأعمش عن عاصم عن زر عن عبد الله قال تمارينا في سورة من القرآن فقلنا خمس وثلاثون أو ست وثلاثون فأتينا النبي فوجدنا عليا يناجيه فسألناه فغضب

حتى احمر وجهه ثم أسر إلى علي شيئا فقال لنا علي إن رسول الله يأمركم أن تقرؤوا كما علمتم
قال الحافظ أنا محمد بن عبد الله بن زكريا قال أنا عمر بن يحيى بن زكريا قال أنا يونس قال أنا ابن وهب أنه سمع مالكا يقول إنما ألف القرآن على ما كانوا يسمعون من قراءة النبي
قال الحافظ رحمه الله ففي هذه السنن والآثار التي اجتلبناها في هذه الأبواب مع كثرتها واشتهار نقلتها دليل واضح وشاهد قاطع على أن ما بين أيدينا مما نقله إلينا علماؤنا عن سلفنا من عدد الآي ورؤوس الفواصل والخموس والعشور وعدد جمل آي السور على اختلاف ذلك واتفاقه مسموع من رسول الله ومأخوذ عنه وأن الصحابة رضوان الله عليهم هم الذين تلقوا ذلك منه كذلك تلقيا كتلقيهم منه حروف القرآن واختلاف القراءات سواء ثم أداه التابعون رحمة الله عليهم على نحو ذلك إلى الخالفين أداء فنقله عنهم أهل الأمصار وأدوه إلى الأمة وسلكوا في نقله وأدائه الطريق التي سلكوها في نقل الحروف وأدائها من التمسك بالتعليم بالسماع دون الاستبناط والاختراع ولذلك صار مضافا إليهم ومرفوعا عليهم دون غيرهم من أئمتهم كإضافة الحروف وتوقيفها سواء وهي إضافة تمسك ولزوم واتباع لا إضافة استنباط واختراع
وقد زعم بعض من أهمل التفتيش عن الأصول وأغفل إنعام النظر في السنن والآثار أن ذلك كله معلوم من جهة الاستنباط ومأخوذ أكثره من المصاحف دون التوقيف والتعليم من رسول الله

وبطلان ما زعمه وفساد ما قاله غير مشكوك فيه عند من له أدنى فهم وأقل تمييز إذ كان المبين عن الله عز وجل قد أفصح بالتوقيف بقوله ( من قرأ آية كذا وكذا من قرأ الآيتين ومن قرأ الثلاث الآيات ومن قرأ العشر إلى كذا ومن قرأ ثلاث مئة آية إلى خمس مئة آية إلى ألف آية ) في أشباه ذلك مما قد مضى بأسانيده من قوله ألا ترى أنه غير ممكن ولا جائز أن يقول ذلك لأصحابه الذين شهدوه وسمعوا ذلك منه إلا وقد علموا للمقدار الذي أراده وقصده واشار إليه وعرفوا ابتداءه وأقصاه ومنتهاه وذلك بإعلامه إياهم عند التلقين والتعليم برأس الآية وموضع الخمس ومنتهى العشر ولا سيما أن نزول القرآن عليه كان مفرقا خمسا خمسا وآية وآيتين وثلاثا وأربعا وأكثر من ذلك على ما فرط قبل وقد أفصح الصحابة رضي الله عنهم بالتوقيف بقولهم إن رسول الله كان يعلمهم العشر فلا يجاوزونها إلى عشر أخرى حتى يتعلموا ما فيها من العمل وجائز أن يعلمهم العشركاملا في فور واحد ومفرقا في أوقات وكيف كان ذلك فعنه أخذوا رؤوس الآي آية آية
وإذا كان ذلك كذلك ولا يكون غيره بطل ما قاله من قدمناه وصح ما قلناه وكذلك القول عندنا في تأليف السور وتسميتها وترتيب آيها في الكتابة أن ذلك توقيف من رسول الله وإعلام منه به لتوفر مجيء الأخبار بذلك واقتضاء العادة بكونه كذلك وتواطؤ الجماعة واتفاق الأمة عليه وبالله التوفيق